المكتبة الزراعية الشاملة

المكتبة الزراعية الشاملة مكتبة تزخر بجميع الكتب التي تهتم بالزراعة و البيئة و البيولوجيا و هي فريدة من نوعها كونها الاولى في النت في هذا المجال .

تدبير السفاد عند الاغنام بالشرح المفصل : معلومات مهمة لكل مربي

 


تدبير السفاد عند الاغنام بالشرح المفصل : معلومات مهمة لكل مربي



1 - مقدمة

تمثل فترة التزاوج بداية الدورة الإنتاجية عند قطيع الأغنام. فهي لحظة أساسية
ومصيرية وتتحدد فيها قيمة الإنتاج ومن تم مردودية القطيع. وتعتبر هذه الفترة
حساسة إذ يجب أخذها بكل جدية. كما أن اختيار أفضل فترة للتناسل عند الأغنام
مسألة مهمة بارتباطها بفسيولوجية التوالد عند النعاج والظروف الداخلية للقطيع وكذا
مقومات الضيعة.


2 - اختيار فترة السفاد

عكس الأبقار التي تتمتع بنشاط تناسلي ممتد على مدار السنة، فإن الموسم التناسلي
عند الأغنام جد محدد في الزمن، باستثناء سلالة الدمان التي تنفرد بموسم تناسلي
مسترسل على طول السنة، مع انخفاض ضئيل خلال الفترة الممتدة بين مارس وابريل،
ليبقى النشاط التناسلي عند باقي السلالات المحلية منحصر في الفترة الممتدة بين ماي
ودجنبر. وهذا يعني أن التزاوج خارج هذه الفترة يتناقص عند أكثر من 50 % من
نعاج سلالات تمحضيت، بني كيل، السردي، بني أحسن وأبي الجعد. لذا نقول أن هذه
السلالات تدخل في فترة راحة تناسلية أو في فترة راحة نزوية موسمية. لهذه الأسباب،
نحث المربين الذين يرغبون إدخال نعاجهم من سلالات محلية باستثناء سلالة الدمان
للتزاوج، اختيار الفترة التي تلائمهم داخل الأشهر المعلومة والممتدة من شهر مايو إلى
شهر دجنبر.


أما الموسم التناسلي عند الرخلات، فيكون أقصر من موسم التناسل عند النعاج.
وبالتالي لا ينصح بإدخال الرخلات للتناسل في بداية موسم التناسل ولا في نهايته.
إضافة إلى ذلك تكون مدة الودقان هي 24 ساعة، وهي عامة أقصر في بداية ونهاية

 
موسم التناسل. زيادة على ذلك، تكون مدة الدورة الشبقية أو الفترة الفاصلة بين ودقين
متتاليين هي 17 يوما على العموم أطول في نفس هذه الفترات. وللحصول على نسبة
خصوبة عالية، من الأفيد سفاد النعاج في وسط موسم التناسل أي في الفترة الممتدة
بين يوليوز وشتنبر. ليست الثوابت الفسيولوجية وحدها المقاييس التي يجب أن تراعى عند اختيار فترة السفاد، بل هناك عوامل أخرى خاصة بالقطيع لها أهمية كبيرة:


■ فترة وجود الكلأ: كقاعدة عامة، يجب أن يبدأ السفاد ستة أشهر قبل الفترة
العادية لوجود الكلأ في المراعي. ذلك أن الخراف التي ستولد بعد خمسة أشهر
من الحمل لن تبدأ باستهلاك الكلأ إلا بعد شهر من ولادتها. لذا يجب أن يبرمج
السفاد في الفترة التي ستصادف وجود الكلأ في المراعي حتى تتمكن النعاج من
الاستفادة منه وكذا صغارها. وهكذا نقلص من تكاليف التغذية التي تشكل 50 إلى
60 % من تكلفة الإنتاج.


■ فترة بيع الخراف: يختلف ثمن بيع الخراف خلال السنة. فما يهم المربي هو بيع
خرافه عندما يكون الثمن مرتفعا. ففي المغرب، يقع أوج الولادات بين شهور
نونبر ويناير. فالخراف المزدادة في هذه الفترة، تباع على العموم بين مايو وغشت.
فالعرض في هذه الفترة يكون عاليا مما يؤثر سلبا على ثمن الخراف فيجعل ثمنها
زهيدا. وحتى يستفيد المربي من الأثمنة العالية للخراف، عليه أن يقدمها للسوق
في الفترة التي يكون فيها العرض قليلا.


■ توفير اليد العاملة: تتطلب فترة الولادة عناية كبيرة واهتماما خاصا وكاملا للنعاج
وصغارها. لهذا السبب من اللازم والضروري توفير يد عاملة خاصة للاستجابة
لمتطلبات هذا الحدث. وعليه يجب أن يتم تزامن السفاد بالشكل الذي لا تصادف
فيه الولادات مع الفترات التي ينشغل فيها عمال الضيعة بأنشطة أخرى (حرث،
زرع، حصاد، جني...).


■ المناخ: يجب مراعاة توقيت فترة السفاد ليوافق مناخ المنطقة التي تتواجد فيها
الضيعة خلال فترة الولادة. بحيث على المربي تفادي ما أمكن الولادات التي
 
تصادف فترة سقوط الثلج أو البرد القارص أو الحرارة المفرطة، لأن هذه العوامل
المناخية قد تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في ارتفاع نسبة وفيات الصغار
أو تدني قدرات نموهم. ففي المناطق التي تعرف صيفا حارا وشتاء معتدلا، تكون
الفترة الملائمة للولادات هي فصل الخريف وبداية فصل الشتاء، لأن في الجو
الحار يتراجع معدل الزيادة اليومية في الوزن عند الخراف. أما المناطق التي
تعرف تساقط الثلج، يمكن تزامن الولادات قبل أو بعد فترة الثلج والبرد القارص.
في المناطق الساحلية، فالسنة كلها صالحة للولادات. وكيف ما كان الحال، تبقى
أفضل فترة للسفاد في الاستغلاليات التي تتبع نظام ولادة واحدة في السنة وفق
الظروف المناخية المغربية هي الفترة الممتدة من شهر يوليوز إلى شهر شتنبر.


3 - ما العمل قبل السفاد؟

كي ترقى نسبة الخصوبة عند القطيع إلى أعلى مستوى محمود، من الضروري القيام
ببعض العمليات قبل انطلاق فترة السفاد.

 1-3 إبعاد النعاج الغير منتجة

من المفروض أن تكون النعاج التي تم إدخالها للتناسل قادرة على الإنجاب، بمعنى
أن تعطي بعد مرحلة الحمل خروفا والإبقاء عليه حيا وفي صحة جيدة حتى الفطام.
ومن أفضل المناسبات التي يمكن القيام فيها بإبعاد النعاج الغير مرغوب فيها هي فترة
الفطام أو عند القيام بجز القطيع. ويشمل الإبعاد كل من النعاج التي تشكو من العقم
أو المريضة وكل نعجة يحمل ضرعها عيبا وكذا النعاج المسنة اللاتي فقدن أسنانهن
أو مريضات الظلف أو اللاتي لا تنتج حليبا كافيا لتغطية احتياجات الخروف أو اللاتي
تنتج خرافا هزيلة ولا تنمو بشكل جيد )الإطار 3(.
 

الإطار :3 إبعاد الأغنام Réforme des ovins


❏ النعاج:
أول إجراء ملزم للمربي للرفع من إنتاجية قطيعه هو القيام بإبعاد النعاج
الغير منتجة. ويجب أن يقوم المربي بهذا العمل بشكل منتظم مرة في السنة
على الأقل ويهم هذا الإجراء 15 إلى 25 % من النعاج سنويا. وأفضل المناسبات
للقيام بهذا الإبعاد هي فترة الجز أو الفطام. ويشمل الإبعاد كل النعاج التي تعجز
عن إتمام دورة إنتاجية كاملة، بمعنى النعاج العاجزة عن إنجاب خروف والإبقاء
عليه في صحة جيدة حتى مرحلة الفطام. أما أهم المعايير التي يجب اعتمادها
عند القيام بإبعاد النعاج فهي:


■ السن: النعاج البالغة 7 سنوات أو أكثر أو اللاتي أنجزن 6 ولادات لأن قدراتها
الإنتاجية تتناقص مع السن وبالتالي تعطي خرافا بطيئة النمو. وعندما يتعذر معرفة
سن النعجة الحقيقي، يمكننا اللجوء إلى طقم الأسنان لتحديد السن التقريبي.

■ قدرات الإنتاج والتناسل: تقيم النعاج على أساس قدراتها. فالنعاج الأقل إنتاجية يتم إبعادها. وهكذا نقوم بتنقية القطيع من النعاج التي لا تتمكن من الحمل أو اللاتي لم تتمكن من فطام صغارها خلال موسمين متتاليين.

■ إنتاج الحليب: تضاف إلى قائمة النعاج المبعدة عن القطيع كل النعاج التي ليس لها القدرة على إنتاج الحليب بالكمية الكافية لتغذية صغارها بشكل صحيح. والمعيار المعتمد في هذا المجال هو وزن الخراف عند الفطام.

■ مرض التهاب الضرع: من بين النعاج التي يشملها الإبعاد تلك التي تمتلك ضرعا صلبا أو به عيب أو عقد.

■ الحالة الصحية: من غير المنطقي الاحتفاظ في القطيع بنعاج مريضة أو عجفاء أو هزيلة أو يظهر عليها العياء جراء مرض حوافرها.

■ مشاكل أخرى: يجب إبعاد النعاج التي تحتاج إلى المساعدة عند الولادة وكذا اللاتي تفتقد إلى غريزة الأمومة أو بها عيب كيفما كان نوعه وحدته.

 
وحتى تكون عملية الإبعاد دقيقة وموضوعية، يجب الاعتماد على المعلومات
التي جمعت حول النعاج طوال السنة. وللتعرف على النعاج، يجب ترقيمها إما
بأقراط توضع على الأذن أو بالوشم. وإضافة إلى المعلومات المتعلقة بالأنساب،
نسجل في السجل الخاص بالقطيع كل المعلومات الخاصة بالولادة )عدد الخراف
المزدادة، ظروف الولادة...(، كمية الحليب، غريزة الأمومة، نمو الخراف، وزن
الجزة، جودة الصوف، كل مرض أصاب النعجة )مرض الحافر، الضرع، العيون...(
والعلاجات التي خضعت لها...


❏ الفحول:
تستعمل الفحول داخل القطيع في سفاد النعاج خلال موسم التزاوج من أجل إنتاج خراف ذات جودة عالية. لذا فمن الضروري توفير فحل قوي ببنية جيدة، جسور وغير مسن. لأن النشاط الجنسي عند الفحول المسنة )الفحول التي تجاوز سنها 6 سنوات( ضعيف وجودة سائلها المنوي رديء. أما الفحول المريضة، فيصعب عليها مجاراة عملية التزاوج، ومن تم تضيع فرصة الرفع من نسبة خصوبة القطيع. أما المعايير الرئيسية لإبعاد الفحل فهي:


■ السن: لأن النشاط الجنسي يتناقص مع تقدم عمر الفحل بعد 6 سنوات.
■ الحافر: إصابة الحافر بعيب أو عطب أو إذا كان الفحل يشكو من عرج
يجهده عند السعي وراء النعاج.
■ الحالة الصحية أو أمراض الجهاز التناسلي )التهاب الخصية أو القضيب...(.
■ السمنة المبالغ فيها : فالفحل السمين ذو الوزن الثقيل لا يستطيع القفز على
النعاج لسفادها.


أما بالنسبة لقطعان الانتقاء، فتتم عملية إبعاد الفحول بعد استغلالهم لموسم أو موسمين من التناسل حتى ولو كانوا في أحسن حال. أما الهدف من هذا الإجراء، فهو إنجاز تقدم وراثي سريع واجتناب عصب الدم من خلال سفاد الرخلات من لدن آبائهن. أما حين يتعلق الأمر بقطعان الإنتاج أو التهجين، فبالإمكان الإبقاء على الفحول لأطول مدة ممكنة ما داموا يتمتعون بصحة جيدة.
 

2-3 اختيار رخلات التجديد

عموما تتم عملية تعويض النعاج المبعدة بما لدى المربي من رخلات جيدة )الإطار 4(. إلا أن الزج بهذه الرخلات للتزاوج، لا يتم قبل بلوغها ثلثي وزن النعاج الكبيرة. لأن إدخال رخلة صغيرة لم تبلغ الوزن المقبول، قد يرهن حياتها الإنتاجية المستقبلية حيث تحدث منافسة بين احتياجاتها الذاتية للنمو واحتياجات نمو الجنين خلال فترة الحمل واحتياجات الرضيع خلال فترة الإرضاع.


الإطار 4 : تجديد القطيع Renouvellement du troupeau

❏ الإناث:
عندما يرغب المربي الإبقاء على عدد ثابت في قطيعه، فالمفروض عليه تجديد النعاج المبعدة بأحسن الرخلات المنحدرة من قطيعه أو اللاتي قام بشرائها من السوق. ويتم اختيار رخلات التجديد حسب مجموعة من الضوابط والمعايير:


■ قدرات النعجة الأم: من أجل تحسين قدرات القطيع، على المربي اختيار رخلات التجديد المنحدرة من أجود النعاج.
■ نمط الميلاد: عندما يكون القطيع خاضعا لنظام الإنتاج المكثف، بمعنى السعي نحو إنتاجية عددية عالية، يجب أن يتم اختيار الرخلات الموجهة للتجديد من التوائم أو منحدرة من أمهات عادة ما تنتج توائم.
■ البلوغ المبكر: الرخلات التي تبلغ سن التناسل باكرا لها فترة إنتاج أطول. عمليا يتم إدخال الرخلات مبكرا للتناسل مع فحل مزود بمريلة وطقم به مداد. فاللاتي وقع وصمها بالمداد يتم الحفاظ بها في القطيع، فيما باقي الرخلات تعرض للبيع. ففي بعض الأحيان يتم سفاد رخلات عن عمر يتراوح بين 10 و 12 شهرا  شرط أن يبلغ وزنهن ثلثي وزن النعجة البالغة(، فيما تباع الرخلات اللاتي لم تتمكن من الحمل.
 
■ فترة الولادة: يتم اختيار الرخلات من بين اللاتي ازدادت خلال النصف الأول من موسم الولادة.
■ القامة والبنية: يجب أن تتميز رخلات التجديد بنمو أعلى من معدل نمو رخلات القطيع.
■ الحالة الصحية: يجب أن تتوفر رخلات التجديد على حالة صحية جيدة. كما يجب أن تمتلك أرجلا جيدة وخالية من أي عيب.
■ معيار السلالة: في حالة الاستغلاليات التي تنتهج الانتقاء، يجب أن يتطابق المظهر الخارجي للرخلات المنتقاة للتجديد مع معيار السلالة الخالصة.


❏ الذكور:
يمتلك الخروف المولود 50 % من مورثات الفحل الأب و 50 % من مورثات النعجة الأم. لكن فيما ينتج الفحل طيلة حياته الإنتاجية عشرات الاخلاف لا تقوم النعجة إلا بإنتاج بعض الوحدات. وهكذا يكون للذكر تأثير كبير ومباشر على مستقبل القطيع في الاتجاهين الايجابي والسلبي. فالذي يمكن عمله كأحسن استثمار في ضيعة لتربية الأغنام هو اقتناء فحل بجودة عالية. لهذا من المفروض القيام بفحص الفحل من رأسه حتى حوافره قبل الإبقاء عليه كفحل المستقبل.


■ سرعة النمو: يجب أن يتوفر فحل التجديد على نمو سريع وينحدر كذلك من فحل يمتاز بنمو سريع.
■ القامة والبنية: يجب أن يتوفر الفحل على قامة عالية وبنية جيدة.
■ الجهاز التناسلي: يجب أن يتوفر فحل التجديد على خصيتين متوازيتين، مرنتين وضخمتين )محيط الخصيتين يقارب 28 سنتيمتر عند خروف سنه 12 شهرا و 32 سنتيمتر عند الفحل البالغ(. كما يجب أن يكون الفحل خصبا لسفاد أكبر عدد من النعاج، إضافة إلى توفره على جهاز تناسلي متكامل وخالي من الأمراض والعيوب.

 
■ الحالة الصحية: على الفحل أن يكون في صحة جيدة وخال من أي عيب أو تشوه وليس به أي مرض معدي ويتوفر على أرجل قوية.
■ مميزات أخرى: يجب أن يكون خروف التجديد خجولا إلى درجة الخوف من الناس من حوله. بحيث إذا كان مدللا، قد يصبح عدوانيا في المستقبل. إضافة إلى ذلك وحتى يتمكن خروف التجديد من تنمية قدراته التناسلية، من المرغوب فيه أن يربى بعد الفطام مع مجموعة من الإناث. أما إذا كان هدف المربي هو إنتاج أغنام التجديد فيجب كذلك اختيار
الخروف على الأسس التالية:


■ نمط الميلاد: من المستحب أن يكون خروف التجديد توأما أو منحدرا من نعجة عادة ما تلد التوائم بغية الحصول على إناث تمتلك ولودية عالية.

■ جودة الصوف: يجب أن يمتلك خروف التجديد صوفا ذات جودة عالية
بحيث تعتبر ميزة سهلة النقل للخلف.

■ معيار السلالة: كما يجب أن يكون المظهر الخارجي لخروف التجديد
مماثلا لمعيار السلالة.


3-3 عمليات عادية

لا يجب أن ننتظر انطلاق عملية السفاد للقيام ببعض العمليات التي تتطلب القبض
على النعجة وإخضاعها لأوضاع غير مريحة قد تؤدي إلى عواقب غير حميدة على
النعجة وعلى الجنين الذي تحمله في بطنها. وهكذا يجب على المربي قبل انطلاق فترة
السفاد القيام بالعمليات التالية:

■ فطام الخراف ستة أسابيع قبل انطلاق السفاد، الشيء الذي يسمح للنعاج العودة إلى التناسل والتهييء للحمل المقبل. حيث لا مجال للتهاون في تطبيق هذه الإستراتيجية سيما عند اعتماد النظام السريع للتوالد.
 
■ القيام بعملية جز النعاج والفحول قبل انطلاق عملية السفاد )الإطار 5(. هذه
العملية تسمح بسهولة الإيلاج دون إصابة الفحل بأية جروح.

■ تقشير الأظلاف شهرا قبل بداية السفاد. يجب أن تكون الأرجل في أحسن حال
لأن النعاج ستحمل وزنا زائدا.

■ محاربة الطفيليات الداخلية والخارجية.

■ القيام بفحص عام للفحل فيما يتعلق بفعاليته التناسلية عند السفاد. ويشمل هذا
الفحص الخصيتين )تواجدهما، نموهما...(، الحالة الصحية، الأرجل...  )  يعتبر الصوف عازلا حراريا طبيعيا. فهو يقي الغنم البرد القارص والحرارة المفرطة. ومع ذلك، فالصوف الذي نما على طول السنة، وجب جزه ولو مرة في السنة وذلك للأسباب التالية:


■ تصاب الحيوانات بحروق جلدية عندما نبقي على الصوف ولا نقوم بجزها خاصة في المناطق التي تعرف حرارة مرتفعة خلال فصل الصيف.
■ تعد الصوف مادة مسوغة للبيع أو يتم استعمالها من طرف المربي )حياكة الزرابي، الجلاليب....
■ يؤدي جز الخراف التي في طور النمو إلى ربح الوزن حيث هناك علاقة سلبية بين وزن الجزة ونمو الخراف.
■ يسهل الجز عملية السفاد عند النعاج كما يمنع حدوث إصابات عند الفحول مما يضمن رفع نسبة الخصوبة عند القطيع.


❏ في أي وقت يمكن القيام بجز الغنم؟

بالمغرب تتم عملية جز الغنم مرة في السنة وتهم تلك التي يفوق سنها السنة. ويتراوح وزن الجزة عند غنم السلالات المحلية بين كيلوجرام واحد و 3 كجم. وعموما تتم عملية الجز بعد فترة البرد وقبل الموسم الحار، أي خلال الفترة الممتدة بين مارس ومايو وهذا حسب المناطق. وهذه الفترة مناسبة كذلك لأنها تأتي مباشرة قبل موسم السفاد الطبيعي.


❏ طرق الجز

هناك طريقتين يتم اعتمادهما في الجز: الجز اليدوي الذي يستعمل مقصا كبيرا والجز الميكانيكي الذي تستعمل فيه آلة جز ميكانيكية. فالطريقة الأولى تبقي صوفا كثيرا على الغنم عكس الطريقة الثانية. وتعتبر الجزة كاملة عندما تتكون من قطعة واحدة تشمل صوف العنق، الكتفين، الظهر، الأضلع، البطن والورك. وعلى الذي يقوم بعملية الجز أن يكون خبيرا ويتوفر على تجربة كبيرة في الجز. إذ عليه أن يحرس على أن تظل الجزة كاملة )ليست مجزأة إلى شتلات صغيرة( ودون أن يصيب الحيوان بجروح.


❏ ما العمل قبل عملية الجز؟

الجز عملية دقيقة يتطلب شروطا عندما نرغب القيام به. وحتى يتسنى للعامل المكلف بالجز من ممارسة عمله بكل مهنية وراحة تامة له وللحيوان وتأمين نظافة الجزة، يجب الأخذ بالاحتياطات التالية يوم الجز:

■ حصر الأغنام في مكان صغير حتى يسهل القبض عليها دون عناء.
■ يجب أن يكون المكان المخصص للجز نظيفا.
■ يجب أن تكون الأرض نظيفة وإن أمكن مكسوة بغطاء بلاستيكي أو ببساط كي نحصل على جزات نظيفة قد تباع بثمن مغري.
■ يجب أن يكون المكان مضاء ويتوفر على تهوية كافية دون أن تقل مساحته عن 2,5 متر 2,5 x متر، مع أرضية مائلة شيئا ما تمكن من تدفق البول إلى الأسفل كي لا يلطخ الجزات.
■ يجب أن تكون الصوف جافة. أما الأغنام المبتلة بالشتاء أو الثلج أو الندى، فيرجأ جزها إلى وقت آخر حتى تجف.
 ■ لا يجب أن تبدأ عملية الجز باكرا، فمن الأفضل الانتظار أن ترتفع حرارة الجو كي تساعد في إذابة الشحم على سطح الجلد، الشيء الذي يسهل عملية الجز.
■ يجب إيقاف تقديم الغذاء والماء للقطيع 8 ساعات على الأقل قبل بدء عملية الجز. أما قطعان المراعي فلا يجب جزها بعد عودتها من المرعى مباشرة.
■ عندما يكون القطيع مكونا من أغنام ذات جزات بيضاء وأخرى ملونة، يجب جز الأغنام ذات الصوف الأبيض أولا حتى لا تتلوث جزاتهم بشتلات الصوف الملونة المتناثرة هنا وهناك.
■ تتطلب عملية جز الغنم شيئا من المساعدة. لذا يجب توفير اليد العاملة الكافية للقبض على الغنم بأسرع وقت وتقديمها للجزازين وجمع الجزات والشتلات المبعثرة في المكان حتى لا تتلوث بشتلات ملونة، ثم إرجاع  الغنم إلى مكان التجمع.
■ أما إذا كان الجز بالآلة الكهربائية، فيجب التأكد من وجود الموصل الكهربائي أو المولد الكهربائي قريبا من مكان الجز.
■ يحدث أن يتعرض بعض الحيوانات لجروح غير متعمدة خلال عملية الجز. لهذا من الضروري توفير مطهر لمعالجة الجروح.
■ بعد مدة طويلة من العمل، يحتاج الجزاز وأعوانه إلى قسط من الراحة لتجديد النشاط ومتابعة العمل. ولكي تكون هذه الاستراحة مفيدة، فمن الضروري تقديم بعض السندوتشات )مسمن، حرشة...( ومشروبات )شاي، ماء بارد....


❏ ما العمل بعد عملية الجز؟

مباشرة بعد عملية الجز، نقوم بجمع الجزات. وأحسن طريقة لطي الجزات هو وضع الجهة الموالية للجلد على الأرض، ثم لفها على الطول مع ضم الجهتين اليمنى واليسرى إلى الوسط ثم طي جهة على الأخرى. وبعد إزالة الشوائب العالقة على الجزة، تلف من الذيل إلى الرأس مع طي جهة الرأس إلى الوراء، ثم نجمعها بواسطة خيط من أربعة جهات بدون شد ونضعها في أكياس من الخيش أو الكتان وليس البلاستيك فوق أخشاب تعلو عن الأرض بعشرة سنتيمترات في مخزن نقي وجاف.


وتكون عملية الجز مناسبة لمراقبة الحيوانات عن قرب ومن تم القيام بعملية الإبعاد والتطعيم وتشذيب الحوافر.... تتم هذه العمليات قبل الجز وليس بعده. كما هي مناسبة لمعالجة القطيع ضد الطفيليات الخارجية مباشرة بعد الجز أو في غضون الأسابيع الموالية دون أن تتجاوز الشهر.


4-3 التغذية التكميلية للنعاج والفحول  Flushing

تفقد النعاج ما يقارب 12 % من وزنها في فترة الرضاعة. لذا من اللازم أن يعمل
المربي على أن تستعيد النعاج الوزن الذي ضاع منها خلال الفترة الممتدة من الفطام
إلى السفاد المقبل. غير أن غالبيتهم لا يقومون بهذا الإجراء بغية تقليص جزء من
النفقات، الشيء الذي يؤدي إلى سوء تغذية النعاج خلال هذه الفترة. إلا أن المفروض
في الفترة الممتدة من الفطام إلى السفاد، هو الحرص على تحسين وتجويد التغذية حتى
تتمكن النعاج من العودة إلى وزنها الطبيعي لمواجهة الحمل المقبل. ولبلوغ هذا الهدف،
يجب إعطاء تكملة غذائية متوازنة أي «الفلوشينغ .»


«الفلوشينغ » تقنية تهدف إلى تحضير النعاج للسفاد بإعطاء وجبة غذائية تسمح
بالزيادة في وزن النعاج. وحتى تكون هذه التقنية ناجعة، يجب أن تبدأ ثلاثة أسابيع
بالنسبة للنعاج قبل موعد انطلاق فترة السفاد وتستمر طيلة فترة السفاد أو على الأقل
على امتداد الشهر الأول. كما يجب أن تعطى هذه التكملة بشكل تدريجي وأن تنتهي
بنفس الوثيرة حتى نتفادى الوفيات الجنينية. غير أن «الفلوشينغ » قد يكون عديم
الجدوى إذا لاحظنا أن نعاج القطيع تتمتع بصحة جيدة ووزنها طبيعي وكذا الرخلات
اللاتي حصلن على تغذية النمو.

 
الهدف من النظام الغذائي المكمل هو تصحيح وزن النعاج والرفع من نسبة الاباضة
الشيء الذي قد يؤدي إلى الرفع من عدد التوائم، وقد ترتفع هذه النسبة من 10 إلى
20 %. كما أن لهذا النظام الغذائي التكميلي مزية أخرى وتتعلق بتزامن الودقان. هذا
التزامن قد يطبعه تواجد فحل بإحليل مغير المسار أو تواجد فحل على مقربة من
النعاج لأسبوعين قبل انطلاق السفاد. تحرض هذه الإستراتجية نشاط التزاوج وتقوم
بتجميع الضراب.


يمكن تحقيق «الفلوشينغ » بإضافة ما بين 200 و 300 جرام من الحبوب في اليوم
)شعير، ذرة( أو وضع النعاج في مراعي ذات جودة عالية دون إغفال إضافة العنصر
المعدني الفيتاميني. أما «الفلوشينغ » الخاص بالفحول، وغالبا ما يتجاهله المربون ولا يعيرونه الاهتمام الكافي بل عادة ما يهمشونه، فيتطلب تحضير الفحل لمدة شهرين قبل انطلاق عملية السفاد لأن الحيوانات المنوية قد يتطلب تكوينها 60 يوما. إلا أن هذا التحضير لا يجب أن يكون مبالغا فيه حيث قد يؤدي إلى السمنة المفرطة، الشيء الذي تصبح معه عائقا وتعجز آنذاك الفحول عن القيام بدورها في سفاد النعاج.


وتتكون الوجبة الخاصة بالفحول وقت التحضير من 1 كجم من الحبوب )شعير، ذرة(
للفحل في اليوم إذا كان في حالة غير جيدة. أما إن كان فحلا يتمتع بصحة وهيئة
جيدتين، فيكفي مده بكمية لا تتجاوز 500 جرام في اليوم. وتكون هذه الكمية إضافية
للوجبة اليومية المعتادة دون أن نغفل إضافة التكملة المعدنية الفيتامينية. والهدف من
كل هذا هو جعل الفحل نشيطا، يقظا، جسورا خلال فترة السفاد.


4 - ما العمل في فترة السفاد؟

1-4 مدة السفاد

في غالبية القطعان المغربية يظل الفحل داخل القطيع مع النعاج على طول السنة.
ويسعى مربو الماشية وراء هذه الوسيلة الاقتصاد في المصاريف المتعلقة بصيانة وتغذية
الفحول، إضافة إلى الرغبة في إنتاج بعض الخراف من نعاج يتم سفادها خارج الموسم،
 

ومن تم تمتد فترة البيع ويكون المدخول أكثر انتظاما. غير أن هذه الطريقة تكون عائقا
للتسيير العقلاني للقطيع، حيث تمتد الولادات على مدار السنة الشيء الذي يؤدي إلى
استحالة تطبيق أي نهج عقلاني في التسيير. بالمقابل، حين تكون فترة السفاد )الضراب(
محددة في الزمن، نتحكم في تغذية النعاج حسب المرحلة الفسيولوجية التي تكون فيها
)سفاد، نهاية الحمل، رضاع(، كما تسهل مراقبتها في فترة الولادة. وبالتالي نحصل على
خراف في سن موحد، الشيء الذي يسهل معه عملية الفطام والتسمين وبعد ذلك البيع
في مجموعات.


عندما يتم السفاد في الفترة الملائمة للتزاوج وتكون النعاج والفحول جاهزة بشكل
جيد للضراب ويكون عدد النعاج المخصص لكل فحل مناسبا، قد نحصل على أكثر من
70 % من النعاج التي تم سفادها في الدورة النزوية الأولى، أي خلال السبعة عشر يوما
التي تلي بداية الضراب. لكن ولسبب معين أو آخر، لا يتم سفاد بعض النعاج في هذه
الدورة الأولى أو تكون قد أجهضت مبكرا، لهذا نمدد فترة السفاد لفترة نزوية ثانية من
17 يوم أخرى.


مبدئيا خلال فترة سفاد مدتها 34 إلى 36 يوما، تفوق نسبة الخصوبة 90 % لدى
قطيع يسير بطريقة جيدة وعقلانية. وكاحتياط إضافي، يمكن تمديد هذه الفترة إلى
ثلاث دورات نزوية، أي ما يعادل 51 يوما بالنسبة للنعاج. أما الرخلات، فقد تمدد
فترة التزاوج إلى أربع دورات نزوية، أي 68 يوما. أما إذا لم تتمكن نعجة ما من السفاد
خلال كل هذه الدورات، فتم مشكل متعلق بالتناسل قد تعاني منه، لذا وجب إبعادها.


2-4 عدد النعاج المخصص لكل فحل  Sex-ratio

كي تنجح عملية السفاد في المدة المحددة والمعقولة، يجب أن يكون عدد النعاج
المخصص لكل فحل مناسبا. غير هذا يتعذر على الفحل التزاوج مع كل الإناث خلال
المدة المخصصة للسفاد. ولتفادي هذا الإشكال، من الأفيد أن لا يتعدى العدد المخصص لكل فحل بالغ 35 نعجة، فيما يخفض هذا العدد إلى 25 نعجة إذا كان الفحل حديث دخول غمار السفاد.

 
هذا إذا كان المربي يعتمد نظام السفاد الجماعي. أما حين يعتمد نظام المجموعة أو
يتعدى سن الفحل ست سنوات أو عندما يحصل السفاد خارج موسم التناسل الطبيعي
)مايو – دجنبر(، فيجب تقليص العدد شيئا ما لكل فحل.



3-4 السفاد الحر أو السفاد بالمجموعة  Lutte libre ou lutte en lots


يمكن اعتماد نظام السفاد الحر )مجموعة من الفحول داخل القطيع( أو اعتماد نظام
المجموعة )فحل واحد لكل مجموعة(. ولكل من النظامين مزاياه ومساوئه. وتتجلى أهم
مزية نظام السفاد الحر في حالة ما إذا كان أحد الفحول عقيما، فإن باقي الفحول ستقوم
بالمهمة وسيتم سفاد النعاج خلال نفس المرحلة. أما مساوئ السفاد الحر، فتتجلى في
الصراع الذي قد ينشب بين الفحول للاستحواذ، سيما إذا كان هناك تفاوت بينهم في
القوة. وهذا قد يؤدي إلى إصابات قد تكون خطيرة أو حتى مميتة في بعض الأحيان.
أضف إلى ذلك، قيام الفحول القوية بمجهود أكبر لسفاد أكبر عدد من الإناث الشيء
الذي قد يؤدي إلى إرهاقها سريعا قبل نهاية فترة التزاوج مما قد يؤدي إلى تراجع في
نسبة خصوبة القطيع. لهذا يجب عزل الفحول الصغيرة عن الكبيرة لأن الصغيرة غالبا
ما يتم وضعها جانبا عن هذه العملية.


أما الميزة الأساسية للسفاد بالمجموعة، فتسمح بتوثيق النسب الأبوي وهذا شيء
مهم سيما إذا كان القطيع من سلالة خالصة ويخضع لبرنامج الانتقاء الذي يرمي
إلى اختيار خراف ورخلات التجديد من خيرة الفحول. بالمقابل حين يشكو الفحل
من مشكل طبيعي )خصوبة ضعيفة، عقم، شبق ضعيف...(، تظل نعاج المجموعة دون
إخصاب. وكي نتحاشى خروج النعاج من العملية دون إخصاب وكذا للتعرف على
أب الخراف المولودة، نقوم بتبديل الفحول كل 17 يوما. وهكذا إذا دامت مدة السفاد
ثلاث دورات نزوية أي 51 يوما، تكون كل مجموعة قد استضافت عندها ثلاثة فحول
مختلفة، يمضي كل واحد منهم دورة نزوية كاملة أي 17 يوما. في هذه الحالة يمكن أن
نتعرف بشكل تقريبي على النسب الأبوي للخروف من خلال تاريخ ميلاده.

 

4-4 احتياطات أخرى

يجب أخد احتياطات أخرى بهدف الرفع من مستوى الخصوبة عند القطيع، ومن
تم الرفع من المردودية. 

■ يظهر الشبق بشكل حاد لدى النعاج فيما تبدي الرخلات شبقا أقل حدة. وهكذا إذا تزامن ودقان رخلة مع ودقان نعجة، غالبا ما يفضل الفحل التزاوج مع النعجة وتضيع على الرخلة فرصة السفاد لأن حدة الودقان لديها لا يثير الانتباه. الشيء الذي يؤدي إلى تراجع في نسبة الخصوبة عند القطيع. ولتفادي هذا المشكل، من الأفيد عزل الرخلات عن النعاج في فترة السفاد.

■ تتطلب الرخلات عناية خاصة واهتماما زائدا عند أول ولادة. لذا من المطلوب تأخير فترة سفاد الرخلات بضعة أيام كي ينصب الاهتمام لها وحدها في فترة الولادة، وهذا في حدود الإمكان.

■ وكإجراء وقائي آخر، من اللازم العمل على تفادي سفاد الرخلات الصغيرة وضعيفة
البنية )السلالات المحلية( مع فحول من سلالات قوية البنية )السلالات اللحمية
المستوردة .

■ كما يجب مراقبة الفحول خلال عملية السفاد للتأكد من جاهزيتها وعدم إصابتها
بأي مرض. وبما أن الفحول تبدل مجهودا كبيرا خلال فترة السفاد، فهي عرضة
للإرهاق سريعا الشيء الذي يؤدي بها أن تفقد إلى غاية 12 % من وزنها. لذا من
اللازم منحها فترات راحة في مكان ظليل وبارد، علما أن جودة المني قد تقل كلما
تجاوزت الحرارة 30 درجة، ومدها بغذاء غني ) 500 جرام من الحبوب تقريبا في
اليوم( مع ماء نقي منعش على الخاطر. نعرف أن خصيتا فحول بعض السلالات
المستوردة يكسوها الصوف )سلالة ميرينوس بريكوس على سبيل المثال(، لذا
وجب القيام بجز الصوف عنها لتهويتها. كما ينصح برشها بالماء البارد باستمرار
خلال الصيف.


إذا تقرر القيام بالسفاد في فصل الصيف يفضل القيام به ليلا، يعني إدخال الفحول
بعد الزوال وإخراجهم في الصباح الموالي لأن السفاد الليلي له عدة مزايا:
 

■ يكون الجو منعشا بالليل والفحول تؤدي مهمتها على أحسن وجه؛ ■ يظهر الشبق غالبا عند النعاج من منتصف الليل إلى منتصف النهار أكثر ما يظهر من منتصف النهار إلى منتصف الليل.

■ إبعاد الفحل بالنهار عن النعاج يثير الشبق لديها.


ولمعرفة النعاج المسفدة وتواريخ سفادها وكي يربح المربي الوقت مع فترة الولادات،
يجب تحميل الفحل بعدة خاصة للطبع تترك آثار الصباغة على مؤخرة النعجة التي
تم سفادها. وإذا تعذر على المربي امتلاك هذه العدة، فبالإمكان تعويضه بالشحم الذي
يستعمل في تشحيم الآلات الميكانيكية الذي يضاف إليه مسحوق الصباغة. يلطخ
صدر الفحل بهذا الخليط قبل إدخاله إلى القطيع. أما الألوان المستعملة في الغالب
فهي السوداء، الحمراء، البرتقالي، الخضراء و الزرقاء. على العموم يمكن تغيير ألوان
الصباغة المستعملة في كل دورة نزوية لمعرفة عدد النعاج التي تم سفادها في كل
دورة من 17 يوما ومعرفة النعاج التي عاودت السفاد. وكلما تمت عملية التزاوج بين
الفحل والنعجة تكون آثار الصباغة على ردف النعجة )مؤخرتها( كدليل على حصول
السفاد. وفي الصباح عند إخراج الفحل، نقوم بتسجيل كل النعاج التي تم سفادها ليلا
في دفتر السفاد.  


5- ما العمل بعد السفاد؟

في نهاية المدة المخصصة للسفاد، نقوم بإبعاد الفحول ثم نجمع النعاج في قطيع لا
يتعدى 200 نعجة. يمكن للمربي أن يقوم بعدها بتشخيص أو معاينة النعاج الحوامل
من أجل:

■ برمجة فترة سفاد الاستدراك بالنسبة للنعاج التي لم يتم سفادها؛
■ إبعاد النعاج التي لم تتمكن من السفاد لمشكل ما؛
■ إعطاء التغذية حسب الحالة الفسيولوجية للنعاج الحوامل وغيرها.
هناك عدة طرق لتشخيص الحمل:


■ الجس البطني الخارجي ويشمل البحث عن جنين داخل بطن النعجة. غير أن هذه الطريقة ليست مبكرة بحيث لا يمكن تطبيقها قبل ثلاثة أشهر من الحمل.


■ استعمال فحل محجوز الاحليل إذا لم نكن نرغب في سفاد النعاج الغير حوامل أو حامل لعدة الطبع أو استعمال خليط من الشحم والصباغة. فتشخيص عودة الشبق يكون مبكرا وفعالا في فترة التزاوج.


■ التشخيص المخبري: ويشمل تعيير البروجسترون، تعيير فوسفاط الاسترون، تعيير الهرمون اللبني المشيمي وتعيير البروتين الملازم للحمل. غير أن تعيير البروجسترون يبقى الوسيلة المبكرة الوحيدة والدقيقة والأقل تكلفة في تشخيص الحمل. ويرتكز على التغيير الذي يطرأ على البروجسترون المصلي عند الإناث الحوامل دورة بعد التخصيب، حيث ينتقل من 0,2 إلى 0,3 نانوجرام في ملليتر من الدم عند النعاج الغير حوامل إلى 2 نانوجرام في ملليتر من الدم عند النعاج الحوامل. ويتم إنجاز هذا التعيير على عينة من الدم تؤخذ 17 يوما بعد السفاد.


■ الطرق السريرية: التصوير الفوتوغرافي، الجس الشرجي البطني والتصوير بالصدى. أما الكشف داخل الاستغلاليات فيكفي التوفر على جهاز الايكوغراف Echographe ، وهو عملي وفعال بعد 30 يوما التي تلي السفاد. أضف إلى ذلك سرعة الانجاز )من 50 إلى 100 نعجة في الساعة(. كما يمكن عد الأجنة الشيء  الذي يسمح بتشكيل مجموعات النعاج حسب عدد الأجنة التي تحملها في بطنها، ومن تم تسيير جيد للقطيع.


وعند نهاية موسم السفاد يجب تفادي تغيير التغذية بصفة فضة، إذ يعتبر التوقيف المفاجئ للتكملة الغذائية التي كانت توزع في فترة التحضير وخلال فترة السفاد أحد الأسباب المؤدية إلى وفيات الأجنة، بل يتم تخفيضها بشكل تدريجي. بعد ذلك يرسل القطيع إلى المراعي أو توزع له تغذية الصيانة فقط لأن الإفراط في التغذية في بداية الحمل قد يؤدي إلى مشاكل عند الولادة. بإمكان المربي اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي باستعمال السائل المنوي الطري أو المجمد. ورغم ما للتلقيح الاصطناعي من مزايا، تبقى نسبة الإخصاب عنده ضعيفة. كما أنه يتطلب مسبقا تزامن الشبق عند النعاج، وهذه عملية ليست في متناول غالبية مربي الماشية.


مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ المكتبة الزراعية الشاملة 2020 ©