5:52 ص
الانتاج الحيواني -
كتب الزراعة
كتاب : المرجع المفصل في إنتاج الدواجن و تربيتها
عدد صفحات الكتاب : 124 صفحة
يُعدّ اللحم والبيض جزءًا أساسيًا من نظام معظم غير النباتيين الغذائي، ويستهلكون كميات كبيرة منه على مدار العام. في الواقع، تشير دراسة حديثة إلى أن استهلاك الفرد من البيض في عام ٢٠١٩ بلغ حوالي ٨١ بيضة سنويًا. لذا يمكنك أن تتخيل عدد البيض الذي يجب إنتاجه سنويًا لإطعام جميع سكان العالم الذين يتناولون البيض! وينطبق الأمر نفسه على اللحوم، حيث قُدّر استهلاك الفرد العالمي منها بحوالي ٣٤ كيلوغرامًا سنويًا في عام ٢٠١٩. تأتي اللحوم التي نستهلكها من مصادر مختلفة، لكنك ستُدهش عندما تعلم أن معظمها يأتي من الدواجن. هل تعرف ما هي الدواجن؟ تشير الدواجن إلى فئة من الطيور المُستأنسة التي تُربى للحصول على اللحم والبيض، مثل الدجاج والديوك الرومي والبط، إلخ.
في الواقع، تُربى العديد من الحيوانات الأليفة وتُربى للحصول على منتجات متنوعة، مثل الغذاء والألياف والجلود والعمل البدني، وغيرها. تُعرف هذه الحيوانات بالثروة الحيوانية، ويُعرف علم التربية والتكاثر المنظم للماشية بتربية الحيوانات. لا بد أنك أدركت الآن أن تربية الدواجن جزء من تربية الحيوانات. ولكن هل سبق لك زيارة مزرعة دواجن؟ ما هي الأمور التي تعتقد أنها يجب مراعاتها عند إنشاء مزرعة دواجن؟ كيف تضمن مزارع الدواجن إنتاجية عالية تُلبي الطلب المتزايد على البيض ولحوم الدواجن في جميع أنحاء العالم؟ ما هي الظروف المناسبة لتربية الطيور؟ وكيف يجب رعايتها؟ إذا كانت هذه هي الأسئلة التي تدور في ذهنك، فأنت في المكان المناسب. في هذه المقالة، سنناقش كل ما تحتاج لمعرفته حول تربية الدواجن.
لتحقيق إنتاجية عالية من اللحوم والبيض، يجب اتباع ممارسات إدارية سليمة في مزارع الدواجن. يجب توفير المأوى المناسب والعلف وظروف معيشية جيدة للطيور، بالإضافة إلى الرعاية الطبية المناسبة لضمان بقائها بصحة جيدة وخالية من الأمراض، وقدرتها على إنتاج أفضل المنتجات. لكن أهم نقطة يجب مراعاتها عند إدارة مزرعة الدواجن هي اختيار السلالات التي سيتم تربيتها في المزرعة.
اختيار السلالات
يجب اختيار سلالات دواجن خالية من الأمراض وعالية الإنتاجية لضمان إنتاجها لحومًا وبيضًا بجودة وكمية جيدة. على سبيل المثال، عادةً ما يتم اختيار دجاج ليغورن الأبيض لخصائصه الإنتاجية العالية من البيض، بينما يتم اختيار دجاج نيو هامبشاير لخصائصه في إنتاجية اللحوم.
المأوى
من أهم جوانب تربية الدواجن الجيدة إيواء الطيور بشكل صحيح وتوفير الرعاية المناسبة والمأوى (السكن) وبيئة صحية خالية من الأمراض. في مزارع الدواجن، تُربى الطيور في أقفاص واسعة تحميها من الظروف البيئية القاسية، مثل المطر والبرد والشمس وغيرها، وكذلك من الحيوانات المفترسة.
تشمل ظروف الإيواء الجيدة لطيور الدواجن ما يلي:
- تجنب الاكتظاظ
- التهوية الجيدة
- الإضاءة المناسبة
- الحفاظ على بيئة نظيفة وجافة وصحية
- الصرف الصحي المناسب لمنع تشبع الماء
- الحفاظ على درجة حرارة مثالية
- نثر الفضلات على أرضية حظائر الدواجن
- التنظيف المنتظم لمخلفات الطيور
- الحماية من الحيوانات المفترسة
- أقفاص منفصلة للطيور من مختلف الأعمار
تجنب الاكتظاظ
يجب تصميم أقفاص واسعة لتجنب اكتظاظ الطيور الذي قد يؤدي إلى التنافس على الغذاء والمساحة، وبالتالي الضغط النفسي عليها. كما يمكن أن يؤدي الاكتظاظ إلى المزيد من معارك الطيور وإصاباتها. يجب أن توفر الأقفاص مكانًا مناسبًا للراحة لكل طائر.
تهوية جيدة
للحصول على أقصى إنتاج من اللحوم والبيض، من الضروري تربية طيور الدواجن في حظائر نظيفة وجافة ومريحة وجيدة التهوية. فالأقفاص المغلقة وسيئة التهوية تؤثر على دورة تنفس الطيور، مما يؤثر على صحتها وإنتاجيتها.
درجة الحرارة المثلى
تؤدي درجة حرارة الهواء المرتفعة المصحوبة برطوبة نسبية عالية إلى إطلاق الجذور الحرة، مما يؤدي إلى التحلل التأكسدي لدهون غشاء الخلية، مما يُسبب تلفًا على المستوى الخلوي للطيور. يمكن أن تُهيئ درجات الحرارة المرتفعة بيئةً مُجهدةً تؤثر على كمية وجودة بيض الدجاج البياض، وتُقلل من معدل نمو إنتاج دجاج التسمين. كما يُمكن أن يُؤدي الإجهاد البيئي خلال فترة نمو دجاج التسمين إلى انخفاض جودة اللحوم. لذلك، من الضروري الحفاظ على أجواء حاضنات الدواجن باردةً نسبيًا في الصيف ودافئةً في الشتاء.
الإضاءة المُناسبة
يُشترط تعريض الدجاج البياض للضوء لمدة تتراوح بين 14 و16 ساعة على الأقل خلال فترة وضع البيض لوضع كمية جيدة من البيض. ويرجع ذلك إلى أن زيادة التعرض لضوء النهار تزيد من إفراز هرموني FSH وLH، مما يُحفز الطيور على وضع المزيد من البيض.
الصرف المُناسب
قد يُؤدي تشبع الماء إلى نمو مُسببات الأمراض والناقلات، مثل البعوض. وهذا بدوره قد يُؤدي إلى انتشار الأمراض. لذا، يجب توفير نظام تصريف جيد لمنع تشبع الماء وضمان بيئة نظيفة وجافة وصحية. عادةً ما تُصنع الأرضيات بشكل مائل لهذا الغرض.
أماكن منفصلة للطيور من مختلف الأعمار
يساعد إيواء الطيور من مختلف الأعمار بشكل منفصل على تلبية احتياجاتها الخاصة في مرحلة الحضانة أو وضع البيض. يلزم وجود حظيرة تربية للطيور الصغيرة التي تصل إلى 18 أسبوعًا من العمر والتي تكون في مرحلة الحضانة أو النمو. أما حظيرة وضع البيض، فهي ضرورية للطيور (الدجاج البياض) التي بلغت مرحلة النضج الكافي لوضع البيض. ولا يمكن استخدامها لتربية دجاج التسمين.
ملء الأرضية بالفرشة
تُملأ أرضية حظيرة الدواجن بفرشة مصنوعة من القش المفروم، وقشر الأرز، والأوراق الجافة، ونشارة الخشب، وغيرها، والتي تُستخدم كفرش. تساعد هذه الفرشة على امتصاص الرطوبة من فضلات الطيور، مما يحد من إنتاج الأمونيا ونمو مسببات الأمراض الضارة، وبالتالي الوقاية من الأمراض. كما يُعد التنظيف المنتظم لفضلات الطيور من أكواخ الدواجن أمرًا ضروريًا للحفاظ على النظافة العامة.
الحماية من الحيوانات المفترسة
يجب أن توفر حظائر الدواجن حماية مناسبة من الحيوانات المفترسة، مثل القطط والثعابين والجرذان والثعالب والكلاب وغيرها. لا يقتصر دور الأسوار عالية الجودة على حماية الدواجن من الحيوانات المفترسة فحسب، بل تمنعها أيضًا من الهروب. يجب أن تكون فتحات الأقفاص الشبكية السلكية أصغر من بوصة واحدة لمنع الحيوانات المفترسة من الوصول إلى الطيور ومهاجمتها. كما يُعدّ السياج الكهربائي خيارًا مناسبًا لمنع دخول الحيوانات المفترسة الأرضية. في حالة وجود حيوانات مفترسة للطيور، مثل الطائرات الورقية والصقور، يمكن أن يكون السقف أو الأغطية الشبكية السلكية مناسبة.
الطعام والماء
للحفاظ على صحة الطيور، من الضروري توفير نظام غذائي متوازن ومغذي لها. كما يضمن ذلك إنتاجًا جيدًا من البيض ولحومًا عالية الجودة. يتكون العلف المُقدم للطيور من الحبوب مثل الذرة والقمح والأرز والدخن وغيرها، بالإضافة إلى منتجات الحبوب الثانوية، وكُسب الزيت، ومركزات البروتين، ووجبات الأسماك واللحوم، والفيتامينات والمعادن، والأوراق الخضراء أو الخضراوات. إلى جانب التغذية السليمة، يُعدّ توفير مياه الشرب النظيفة أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الدواجن وخلوها من الأمراض. فالمياه الملوثة ناقلة لأنواع مختلفة من مسببات الأمراض. لذا، من الضروري ضمان تزويد الطيور بمياه شرب نظيفة ومنعشة. يُساعد الماء في الحفاظ على رطوبة الدواجن، ولذلك يجب أن تحتوي جميع حظائر الدواجن على قنوات مياه جارية لتوفير المياه العذبة.
إدارة الأمراض
الدواجن عُرضة للعديد من الأمراض، مثل كوليرا الدجاج وإنفلونزا الطيور، وغيرها، والتي قد تُسببها العدوى بالفيروسات والبكتيريا والفطريات وغيرها. من بين الأمراض الشائعة في الدواجن:
- بكتيرية: الكوليرا، مرض البلوروم، وغيرها.
- فيروسية: مرض رانيخيت، جدري الطيور، إنفلونزا الطيور، وغيرها.
- أولية: الإسهال الدموي، وغيرها.
- فطرية: داء المبيضات أو مرض القلاع في مزارع الدواجن، وغيرها.
الحفاظ على النظافة العامة ضروري لمنع تكاثر مسببات الأمراض في المزارع. يجب تزويد الطيور بنظام غذائي مغذٍّ لبناء جهاز مناعي قوي، ويجب تطعيمها بشكل كافٍ للوقاية من الأمراض. وتُعدّ الزيارات البيطرية الدورية للفحوصات الروتينية أمرًا بالغ الأهمية لضمان صحة الدواجن. في حال إصابة طائر بمسبب مرض، يجب عزله فورًا لتجنب انتشار المرض، ومعالجته بالأدوية اللازمة لعلاج العدوى.
-------------------
-------------------
ليست هناك تعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.