كتاب : مشروع تصنيع و تدوير المخلفات الزراعية ( السماد العضوية )  بالتفصيل من الالف الى الياء

تُعدّ الأسمدة العضوية مُكمّلاً للأسمدة الكيميائية المُستخدمة تقليديًا. وهي مُركّبات كربونية تُستخرَج بتحويل المواد العضوية إلى سماد صالح للاستخدام عن طريق التسميد الهوائي-اللاهوائي المُعدّل. تُحسّن هذه الأسمدة خصوبة التربة، وقدراتها على الاحتفاظ بالماء، وتُغذّيها بالعناصر الغذائية. يُعزّز الطلب المتزايد على الأغذية العضوية وزيادة الوعي بعواقب استخدام الأسمدة الكيميائية سوق الأسمدة العضوية.

مع ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة الإقبال على الأغذية العضوية، يسعى معظم المزارعين إلى تحسين جاذبية منتجاتهم في السوق باستخدام الأسمدة العضوية. ومع تزايد أهمية الأسمدة العضوية، يركز أبرز العاملين في قطاع الكيماويات على الاستفادة منها. ومع ذلك، قبل إنشاء مصنع لتصنيع الأسمدة العضوية، يجب مراعاة العديد من العوامل.

يتطلب إنشاء مصنع لتصنيع الأسمدة العضوية إجراء بحث ودراسة مستفيضة حول المشروع وجدواه. بعد هذا البحث والتحليل، تبرز الحاجة إلى إعداد خطة عمل شاملة. الخطوة التالية لإنشاء مصنع لتصنيع الأسمدة العضوية هي تسجيل المشروع لدى الجهة المختصة. قد يتطلب إنشاء مصنع للأسمدة العضوية رأس مال كبير، ولكن إذا كان موقعه مناسبًا، فيمكن أن يكون مشروعًا مربحًا. يجب أن يكون الموقع المقترح قريبًا من مصادر توريد المواد الخام، وأن تتوفر فيه إمدادات كافية من المياه والكهرباء ووسائل النقل. يجب ألا يكون الموقع قريبًا من المناطق السكنية. علاوة على ذلك، يجب الاهتمام باستراتيجيات التعبئة والتغليف والتسويق

المواد الخام وعملية الإنتاج

تتوفر المواد الخام اللازمة لإنتاج الأسمدة العضوية بكثرة، مثل روث الحيوانات (روث الدجاج، روث الخنازير، روث الأغنام، روث الأبقار، روث الخيول، روث الأرانب)، والنفايات الصناعية (الخل، بقايا الخل، رواسب الكسافا، بقايا السكر، نفايات الغاز الحيوي، بقايا الفورفورال)، والنفايات الزراعية (قش المحاصيل، دقيق فول الصويا، دقيق بذور القطن)، ونفايات المطابخ المنزلية، والرواسب (الرواسب البلدية، رواسب الأنهار، طين الترشيح)، وغيرها. ويساهم توافر كميات كبيرة من المواد الخام في رواج ونجاح صناعة الأسمدة العضوية.

الآلات المطلوبة

بعد اختيار المواد الخام ومعالجتها مسبقًا، تبدأ عملية إنتاج الأسمدة العضوية بتحضير السماد. يُستخدم جهاز تقليب السماد ذاتي الحركة لتحضير السماد. وتتمثل وظيفته الرئيسية في تقليب وخلط المواد العضوية، مما يُسرّع عملية التخمير. بعد التخمير، تُسحق المواد العضوية، وتتم هذه الخطوة داخل آلة تكسير الأسمدة عالية الرطوبة. تستطيع هذه الآلة طحن المواد عالية الرطوبة. بعد السحق والخلط، تأتي مرحلة التحبيب، حيث يُستخدم جهاز تحبيب الأسمدة العضوية من النوع الجديد. يُستخدم هذا الجهاز لتحبيب المواد الخام المستخدمة في تحضير السماد العضوي. تتميز حبيبات الأسمدة الناتجة بمحتوى عضوي عالٍ، ويمكن تعديل حجم جسيماتها وتجانسها بواسطة هذا الجهاز. بعد التحبيب، تظهر الحاجة إلى غربلة هذه الحبيبات. يتم الغربلة باستخدام آلة غربلة الأسمدة، التي تفصل حبيبات الأسمدة القياسية عن حبيبات الأسمدة غير المؤهلة. يتم تجهيز السماد العضوي لهذه المرحلة، ثم تعبئته. تتم عملية التعبئة باستخدام آلة التعبئة الأوتوماتيكية، التي تتسع لحبيبات سماد يتراوح وزنها بين ٢ و٥٠ كجم للكيس الواحد.

تُعد الأسمدة من أهم مُدخلات الإنتاج الزراعي. وقد نتجت الثورة الخضراء عن زيادة الإنتاج الزراعي والاستخدام المُكثف للأسمدة الكيماوية. وقد عززت الأسمدة الكيماوية الإنتاج الزراعي، إلا أنها في المقابل خلقت العديد من المشاكل المُزمنة. وشملت هذه المشاكل بشكل رئيسي فقدان خصوبة التربة ومغذياتها، وزيادة مساحة الأراضي القاحلة. كما دخلت هذه المواد الكيميائية في السلسلة الغذائية، ولا تزال عواقبها الوخيمة ملحوظة حتى اليوم. يُمكن للمعادن الثقيلة الموجودة داخل الأسمدة الكيماوية أن تؤثر على الأعضاء الحيوية، وتُسبب العديد من الأمراض المُزمنة، مثل السرطان وأمراض الكلى والاضطرابات العصبية، وغيرها. ونتيجةً لذلك، شهدنا تحولاً جذرياً نحو استخدام أساليب الزراعة العضوية. لم يُحسّن استخدام الأسمدة العضوية خصوبة التربة فحسب، بل زاد أيضاً من الإنتاج. وقد اكتسبت الأسمدة العضوية زخماً بفضل السياسات الحكومية وزيادة الوعي بين المزارعين ..

---------------

تنزيل الكتاب

-----------------