كتاب : مشروع زراعة العرعار بالتفصيل في 300 سؤال و جواب من الألف الى الياء
لطالما كان العرعر نباتًا زينةً شائعًا في الحدائق، لما يتميز به من جمال على مدار الفصول الأربعة، وقدرته على النمو في معظم المناطق، وسهولة العناية به. تتنوع أشكال العرعر من الشجيرات الصغيرة التي لا يتجاوز ارتفاعها 15 سم إلى الأشجار الشاهقة التي يصل ارتفاعها إلى 40 مترًا، وتتنوع ألوانه من الأزرق الفولاذي إلى الذهبي اللامع، ما يجعله مناسبًا لجميع احتياجات تنسيق الحدائق تقريبًا. سواءً أكنت ترغب في تغطية منحدر للحد من التعرية أو إنشاء سياج نباتي يوفر الخصوصية، ستجد حتمًا ما يناسبك.
ينتمي العرعر إلى عائلة السرو، ويضم ما بين 50 إلى 60 نوعًا من هذه الأشجار الصنوبرية دائمة الخضرة، والتي تنمو في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي، من القطب الشمالي إلى أفريقيا الاستوائية. إليك بعض الأصناف المناسبة للحدائق، والتي تلائم المساحات الحضرية وغيرها من الحدائق السكنية الشائعة.
اللون والخصائص:
تتميز أوراق العرعر دائمة الخضرة بنموّات جديدة شائكة تشبه الإبر، ثم تنضج لتصبح مسطحة تشبه الحراشف. وتتنوع ألوان أوراق الشجر، التي تصبح أكثر نعومة مع التقدم في العمر، بين درجات مختلفة من الأخضر، بالإضافة إلى الأزرق والفضي والذهبي، ويكتسب بعضها لونًا برونزيًا أو درجات أخرى في فصل الشتاء. وتظهر أزهار صغيرة غير واضحة صفراء أو خضراء في فصل الربيع. تحتوي بعض الأصناف على مخاريط ذكرية وأنثوية، مما يجعلها ذاتية التلقيح، بينما توجد أصناف أخرى على شكل نباتات ذكرية وأنثوية منفصلة، والتي تتطلب نباتًا آخر لإتمام عملية التلقيح. وتتطور المخاريط الأنثوية لتصبح شبيهة بالتوت، حيث تبدأ خضراء اللون ثم تتحول إلى اللون الأزرق عند النضج، بينما تشبه المخاريط الذكرية مخاريط الصنوبر المصغرة ذات اللون الأصفر أو البني الفاتح. ويختلف وقت التلقيح، حيث تنتج بعض الأصناف حبوب اللقاح عدة مرات في السنة. وتتميز المخاريط الأنثوية برائحتها العطرية، وتُستخدم كتوابل ولأغراض طبية، ولكنها تُستخدم غالبًا لتنكيه مشروب الجن. كما تُعد ثمار العرعر مصدرًا غذائيًا للطيور المغردة وغيرها من الحيوانات البرية. عصارة هذه الأشجار الراتنجية قابلة للاشتعال، مما يجعلها خيارًا غير مناسب للمناطق المعرضة لخطر الحرائق. ومن سماتها الجمالية الأخرى لحاؤها الجذاب وأغصانها الملتوية.
تعليمات الزراعة
موعد الزراعة:
ازرع خلال الأشهر المعتدلة من الربيع أو الخريف لتجنب الإجهاد الناتج عن الحرارة أو البرودة.
مكان الزراعة:
اختر موقعًا مشمسًا بتربة جيدة التصريف.
طريقة الزراعة:
أضف 20% من المواد العضوية إلى منطقة الزراعة. احفر حفرة للزراعة بعرض أكبر من قطر كرة الجذور بمرتين إلى ثلاث مرات، وعمق أقل قليلاً من عمق كرة الجذور. إذا كانت الجذور مكتظة في الأصيص، ففكّكها برفق، أو اصنع عدة شقوق في كرة الجذور. ضع النبتة في الحفرة بحيث يكون سطح كرة الجذور أعلى قليلاً من سطح الأرض المحيطة. املأ الحفرة بتربة مفككة واضغط عليها برفق لإخراج الفراغات الهوائية، مع الحرص على عدم تغطية كرة الجذور. اسقِ النبتة جيدًا، وكرر ذلك مرة أو مرتين أسبوعيًا حتى تستقر. تعتمد المسافة بين النباتات على نوعها وكيفية استخدامها. اترك مسافة كافية لضمان تهوية جيدة، مما يجعل النباتات أقل عرضة للأمراض الفطرية.
التقليم وإزالة الأزهار الذابلة:
لا تحتاج أشجار العرعر إلى تقليم يُذكر، أو لا تحتاج إليه إطلاقًا، للحفاظ على شكلها الطبيعي. في أوائل الربيع، تُزال الأغصان الميتة، ويُقلم النمو الزائد، ويُشكل النبات بشكل خفيف حسب الحاجة. يُنصح بمواصلة التقليم الخفيف مع نمو النباتات الصغيرة للحفاظ على كثافتها وصحتها. قد يُسبب التقليم الجائر للأشجار المتضخمة مشاكل، حيث لا يتجدد النمو القديم في مركز النبات. كما أن قطع الأغصان بعد النمو الحي وصولًا إلى المناطق الميتة قد يؤدي إلى ظهور فراغات دائمة.
التربة:
تتحمل أشجار العرعر معظم أنواع التربة، لكنها تُفضل التربة الحمضية قليلًا والغنية بالمواد العضوية جيدة التصريف، لأن الجذور قد تتعفن في الماء الراكد.
التحسينات والتسميد:
عند زراعتها في ظروف مثالية، لا تحتاج أشجار العرعر إلى الكثير من الأسمدة الإضافية، أو لا تحتاج إليها إطلاقًا. إذا رغبت في ذلك، يُمكنك استخدام سماد متعدد الأغراض بطيء الإطلاق في أوائل الربيع. انثر السماد حول منطقة الجذور وفقًا للتعليمات، ثم اسقِ التربة جيدًا.
الري:
في معظم المناطق، لا تحتاج أشجار العرعر إلى الكثير من الماء الإضافي، أو لا تحتاج إليه إطلاقًا، بعد استقرارها. تُعدّ أشجار العرعر أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض نتيجة الإفراط في الريّ، مقارنةً بنقص الريّ. لذا، يُنصح بريّ الشتلات المزروعة حديثًا كل أسبوع أو أسبوعين حتى تنمو جذورها بشكلٍ كافٍ، مع الحرص على إبقاء التربة رطبةً خلال فترات الجفاف الشديد وموجات الحرّ.
الأمراض والآفات:
على الرغم من سهولة العناية بها عند زراعتها في الظروف المناسبة، إلا أنها قد تُصاب بالعديد من الآفات والأمراض إذا لم تُحافظ على صحتها. تشمل مشاكل الحشرات: العناكب الحمراء، وحشرة تقليم أغصان العرعر، والحشرات القشرية، وحشرة حفار إبر العرعر، ودودة أكياس العرعر، وذبابة المنشار، وخنفساء اللحاء. أما الأمراض، والتي ترتبط أساسًا بالتربة شديدة الرطوبة، أو كثرة الظل، أو نقص التهوية، فتشمل: عفن الأغصان والأطراف، وتعفن الجذور الفطري، وصدأ الأرز. يُنصح بعدم زراعتها بالقرب من أشجار التفاح، لأن العرعر مُعرّض للإصابة بصدأ التفاح والأرز، وهو فطر يُمكن أن يُلحق الضرر بأشجار التفاح أو يُدمّرها، بالإضافة إلى أشجار التفاح البري، والزعرور، والسفرجل.
------------------
-------------------------
