كتاب : جدوى مشروع زراعة : الخس و الخيار بالتفيل من الألف الى الياء
عدد صفحات الكتاب : 316 صفحة
يبدأ ربح زراعة الخس للفدان الواحد بتحضير دقيق للأرض يهدف إلى إنشاء مرقد بذور ناعم ومستوٍ وخالٍ من الأعشاب الضارة، مع خصوبة جيدة لضمان إنبات البذور بشكل متجانس أو نجاح عملية الزرع وإدارة المياه بكفاءة. تتضمن هذه العملية حرثًا عميقًا (من 8 إلى 10 بوصات) لتفتيت الطبقة الصلبة ودمج بقايا المحاصيل، يليه حرث متكرر باستخدام المشط أو المحراث الدوار لتفتيت الكتل الترابية. يُعدّ تسوية الأرض أمرًا أساسيًا لتوزيع المياه بالتساوي، خاصةً في الري بالأخاديد أو الري بالغمر، حيث يساعد ذلك على منع تشبع التربة بالمياه في المناطق المنخفضة. تُنشأ أحواض مرتفعة، عادةً ما يتراوح ارتفاعها بين 4 و6 بوصات وعرضها بين 3 و4 أقدام، لتحسين الصرف وتدفئة التربة وتهوية الجذور وكفاءة الحصاد، مع تشكيل دقيق للحفاظ على التجانس. أخيرًا، تُجرى عملية تسوية باستخدام مجرفة أو مشط خفيف لإنشاء سطح ناعم ومتجانس، مما يضمن إزالة الأحجار الكبيرة والحطام لنمو مثالي للمحصول.
نوع التربة
التربة المثالية لزراعة الخس هي التربة الطينية جيدة التصريف، مثل التربة الرملية الطينية أو الطميية الطينية أو الطينية الرملية، الغنية بالمواد العضوية، ذات درجة حموضة تتراوح بين 6.0 و7.0، وتتراوح حموضتها بين 6.0 و7.0، وتتراوح بين حمضية قليلاً ومتعادلة. التربة التي تقل درجة حموضتها عن 5.5 معرضة لخطر التسمم بالألمنيوم والمنغنيز، بينما التربة التي تزيد درجة حموضتها عن 7.0 قد تؤدي إلى نقص العناصر الغذائية الدقيقة، وخاصة الحديد والمنغنيز. يُعدّ التصريف الجيد أمرًا بالغ الأهمية لأن جذور الخس سطحية وعرضة لتعفن الجذور في التربة المشبعة بالماء، مما يجعل التربة الطينية الثقيلة سيئة التصريف غير مناسبة. يُحسّن المحتوى العالي من المواد العضوية، الذي يزيد عن 2.5%، من احتفاظ التربة بالماء، والتصريف، وتوافر العناصر الغذائية، وبنية التربة بشكل عام، مما يدعم نمو المحصول بشكل صحي.
المتطلبات المناخية
متطلبات درجة الحرارة
النمو الأمثل
الخس محصول شتوي في الأساس، وله احتياجات حرارية محددة. للحصول على أفضل نمو وتطور للأوراق، حافظ على درجة حرارة تتراوح بين 15 و20 درجة مئوية (59 و68 درجة فهرنهايت). يحدث الإنبات ضمن نطاق 4 إلى 27 درجة مئوية (39 إلى 81 درجة فهرنهايت)، ولكن النطاق الأمثل للإنبات السريع والمتجانس هو 18 إلى 22 درجة مئوية (65 إلى 72 درجة فهرنهايت).
حساسية التزهير المبكر
يحدث التزهير المبكر عندما تتجاوز درجات الحرارة باستمرار 24 درجة مئوية (75 درجة فهرنهايت)، خاصةً مع ساعات النهار الطويلة. يُكسب التزهير المبكر الأوراق مرارةً وقسوةً. في المواسم الدافئة، يمكن التخفيف من هذه المشكلة باختيار أصناف مقاومة للحرارة تم تهجينها خصيصًا لمقاومة التزهير المبكر.
تحمل الصقيع
تستطيع شتلات الخس الصغيرة تحمل الصقيع الخفيف، لكن رؤوس الخس الناضجة تكون أكثر عرضةً للتلف. يُلحق الصقيع الشديد الذي يقل عن -2 درجة مئوية (28 درجة فهرنهايت) ضررًا بسلامة رأس الخس وقابليته للتسويق. يُعد الحصاد في الوقت المناسب قبل الصقيع الشديد أمرًا بالغ الأهمية في المناخات الباردة.
متطلبات الإضاءة
يزدهر الخس تحت أشعة الشمس المباشرة (أكثر من 6 ساعات يوميًا). يؤدي نقص الإضاءة إلى ضعف النباتات واستطالتها وظهور رؤوسها بشكل غير منتظم. تجدر الإشارة إلى أن طول فترة النهار، بالإضافة إلى الحرارة، يُسرّع من عملية الإزهار المبكر، مما يستدعي تخطيطًا موسميًا دقيقًا.
إدارة الرطوبة
يُعدّ الحفاظ على رطوبة التربة بشكل منتظم أمرًا بالغ الأهمية. يُسبب الجفاف مرارةً في الأوراق، وتوقفًا في النمو، وإزهارًا مبكرًا. في المقابل، تُفاقم الرطوبة العالية الأمراض الفطرية (مثل البياض الزغبي). يجب تحقيق توازن في الري للحفاظ على رطوبة الجذور دون إغراق الأوراق أو التربة بالماء.
الرطوبة وخطر الإصابة بالأمراض
بينما تدعم الرطوبة الكافية النمو، تُهيئ الرطوبة المرتفعة بيئة مثالية لنمو مسببات الأمراض. لذا، يُنصح بضمان تهوية جيدة من خلال التباعد المناسب بين النباتات، وتجنب الري العلوي في المناطق الرطبة للحد من انتشار الأمراض الفطرية.
التكاثر
يُتكاثر الخس حصريًا عن طريق البذور، إما بالزراعة المباشرة أو بالشتل. في الزراعة المباشرة، تُزرع البذور مباشرةً في أحواض مُجهزة جيدًا في الحقل، وهي ممارسة شائعة لإنتاج الخس الورقي والخس الصغير، وتتطلب تحكمًا دقيقًا في العمق لضمان إنبات متجانس. أما الشتل، فيتضمن زراعة البذور في صوانٍ - مثل صواني الشتلات أو عبوات الخلايا - في دفيئة أو مشتل محمي، حيث تُزرع الشتلات لمدة 3-5 أسابيع حتى تُنبت 3-5 أوراق حقيقية قبل نقلها إلى الحقل. هذه الطريقة، المُفضلة للخس الرأسي، تضمن تباعدًا أفضل، وتجانسًا أكبر، وحصادًا مبكرًا، واستخدامًا أكثر كفاءة للأرض، وتقليل المخاطر المرتبطة بضعف الإنبات في الحقل.
معدل البذور للفدان
يُوصى بمعدل بذور يتراوح بين 200 و250 غرامًا للفدان عند زراعة الشتلات للشتل، بينما تتطلب الزراعة المباشرة 400-600 غرام للفدان، مع ضرورة التخفيف لتحقيق التباعد الأمثل بين النباتات.
إدارة المشتل
لإدارة فعّالة للمشتل، جهّز حوضًا للبذور بعرض متر واحد وطول مناسب، واصنع أخاديد بعمق 2 سم بمسافة 10-15 سم بين كل أخاديد. ازرع البذور بشكل متفرق، وغطّها بطبقة رقيقة من التربة، وضع طبقة من النشارة لحماية الشتلات. اسقِها بانتظام دون إفراط لتجنب مرض ذبول الشتلات، وابدأ بتقوية الشتلات تدريجيًا قبل أسبوع إلى أسبوعين من نقلها إلى الحقل الرئيسي، وذلك بتقليل الري والتظليل تدريجيًا. كما يُمكن زراعة الشتلات في أصص للمساعدة في منع نموها المفرط في المشتل. جهّز حوض المشتل بين منتصف سبتمبر ومنتصف نوفمبر، حيث تنبت البذور عادةً خلال 3-4 أيام. بعد الإنبات، تأكد من حصول الشتلات على 3-4 ساعات على الأقل من ضوء الشمس المباشر في الصباح يوميًا لتعزيز نموها الصحي. عندما تبلغ الشتلات من العمر 4-6 أسابيع، انقلها إلى الحقل الرئيسي لمواصلة نموها.
----------------
----------------------
