المكتبة الزراعية الشاملة : كتاب : الدليل الإرشادي الشامل لمشروع مزرعة إنتاج المشمش بالتفصيل

المكتبة الزراعية الشاملة

المكتبة الزراعية الشاملة مكتبة تزخر بجميع الكتب التي تهتم بالزراعة و البيئة و البيولوجيا و هي فريدة من نوعها كونها الاولى في النت في هذا المجال .

كتاب : الدليل الإرشادي الشامل لمشروع مزرعة إنتاج المشمش بالتفصيل

 


كتاب : الدليل الإرشادي الشامل لمشروع مزرعة إنتاج المشمش بالتفصيل



يُعدّ التحضير الجيد للأرض أمرًا بالغ الأهمية لنجاح زراعة المشمش، بدءًا من تنظيف الحقل من الأعشاب الضارة والصخورلإنشاء منطقة زراعة نظيفة. يلي ذلك حرث عميق (30-45 سم) لتفكيك التربة، وتحسين التهوية، وتفتيت الطبقات الصلبة، بينما يضمن التسوية توزيعًا متساويًا للمياه ويمنع تشبع التربة بالمياه، خاصةً في التربة الثقيلة. يُحسّن إضافة 10-15 طنًا/فدان من السماد البلدي أو السماد العضوي المتحلل جيدًا خصوبة التربة وبنيتها، مما يوفر العناصر الغذائية الأساسية للنباتات الصغيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يُساعد إجراء اختبار للتربة قبل الزراعة على تحديد مستويات الرقم الهيدروجيني (pH)، ونقص العناصر الغذائية، وحالة التربة العامة، مما يسمح بتعديلات مُخصصة لتحسين ظروف نمو أشجار المشمش. يُرسي هذا التحضير الشامل الأساس لنمو جذور صحية وإنتاجية بستان طويلة الأمد.


نوع التربة


لنجاح زراعة المشمش، تشمل الظروف المثالية للنمو تربة طينية أو طينية رملية جيدة التهوية وغنية بالعناصر الغذائية العضوية، مع مستوى حموضة مفضل يتراوح بين 6.0 و7.5. تتأثر أشجار الفاكهة هذه بشكل خاص بالرطوبة الزائدة، مما يجعلها غير مناسبة للزراعة في التربة الطينية الكثيفة، أو المناطق المتأثرة بالأملاح، أو المناطق سيئة الصرف حيث قد يؤدي تراكم المياه إلى أمراض الجذور. يُعد اختيار تربة مناسبة ذات نفاذية مياه مناسبة وتركيبة غنية بالعناصر الغذائية أمرًا أساسيًا للحفاظ على حيوية الأشجار وضمان إنتاج ثمار مثالي، حيث أن سوء الصرف قد يؤثر سلبًا على صحة النبات وإمكانية إنتاجه.


المتطلبات المناخية

تزدهر أشجار المشمش في المناخات المعتدلة ذات التقلبات الموسمية المتميزة، حيث تتطلب درجات حرارة مثالية تتراوح بين 15 و35 درجة مئوية، وفترة تبريد حرجة تتراوح بين 300 و900 ساعة تحت 7 درجات مئوية لنمو البراعم بشكل سليم وكسر طور السكون. على الرغم من تحملها المعتدل للجفاف، إلا أنها تحقق أفضل أداء لها مع هطول أمطار سنوي يتراوح بين 700 و1000 ملم، مع ضرورة الري خلال فترات الجفاف، وخاصةً على ارتفاعات تتراوح بين 900 و2500 متر فوق مستوى سطح البحر، حيث تزدهر عادةً. تتميز هذه الثمار ذات النواة بحساسية خاصة للصقيع خلال مراحل الإزهار والإثمار المبكرة، مما يجعل المواقع المعرضة للصقيع غير مناسبة، وتفضل ظروف الصيف الدافئة التي تتراوح بين 20 و30 درجة مئوية خلال مراحل النمو النشط ونضج الثمار لتحقيق إنتاجية وجودة مثالية للثمار.


الزراعة

أ) موسم الزراعة


في المناطق المعتدلة، يُزرع المشمش عادةً من أواخر الشتاء إلى أوائل الربيع (فبراير-مارس)، بينما يُمكن زراعته في المناخات المعتدلة في الخريف (أكتوبر-نوفمبر).

ب) المسافة


للحصول على أفضل إدارة لبساتين المشمش، تختلف المسافة بشكل كبير حسب نوع الشجرة: تتطلب الأشجار ذات الحجم القياسي مسافة 6 أمتار × 6 أمتار (أي ما يُعادل حوالي 112 شجرة للفدان) للسماح بنموّ مظلتها الناضجة، بينما يُمكن زراعة الأصناف القزمة بكثافة أكبر على مسافة 4 أمتار × 2 متر (أي ما يُعادل حوالي 506 أشجار للفدان) نظرًا لطبيعة نموها المدمجة. تضمن هذه التوصيات المتعلقة بالمسافات التعرض الكافي لأشعة الشمس، ودوران الهواء، وكفاءة عمليات البستان مع تعظيم إنتاجية الأرض.

ج) تحضير الحفرة


يُعد تحضير الحفرة جيدًا أمرًا أساسيًا لنجاح زراعة المشمش، حيث يتطلب حفر حفر بمساحة 1م × 1م × 1م قبل الزراعة بأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وملؤها بمزيج غني بالمغذيات يتكون من تربة سطحية ممزوجة بـ 10 كجم من سماد المزرعة، و500 غرام من السوبر فوسفات الأحادي، و50 غرام من كعكة النيم، وفطر التريكوديرما فيريد، وأسمدة حيوية تحتوي على بكتيريا مثبتة للنيتروجين، وبكتيريا مذيبة للفوسفات، وبكتيريا ناقلة للبوتاسيوم، وذلك لتهيئة بيئة نمو مثالية للشتلات الصغيرة.


د) طريقة الزراعة


لمنع إنبات الجذر، ضع الشتلة المطعمة بعناية في منتصف الحفرة المُجهزة. ثم أعد ملء الحفرة بمزيج التربة المُخصب، واضغط عليه برفق حول الجذور لإزالة أي فقاعات هوائية. وأخيرًا، اسقِ المنطقة بأكملها فورًا لتثبيت التربة وتوفير الرطوبة اللازمة لنمو الشجرة المزروعة حديثًا.


هـ) عدد النباتات في الفدان


تختلف كثافة زراعة بساتين المشمش اختلافًا كبيرًا باختلاف نوع الشجرة، حيث تُزرع الأشجار التقليدية ذات الحجم القياسي عادةً بمعدل 112 شجرة في الفدان (بمسافة 6 أمتار × 6 أمتار) لاستيعاب حجم مظلتها الناضجة، بينما تسمح الأصناف القزمة عالية الكثافة بزراعة ما بين 200 و250 شجرة في الفدان (بمسافة 4 أمتار × 4.5 أمتار) بفضل نمط نموها المدمج، مما يتيح إنتاجية أكبر من الأراضي المحدودة، مع الحاجة إلى ممارسات رعاية أكثر تكثيفًا للحفاظ على صحة الأشجار وجودة ثمارها.


الزراعة البينية


خلال السنوات الثلاث أو الأربع الأولى من إنشاء بستان المشمش، قبل اكتمال نمو الأشجار، يُمكن للزراعة البينية مع محاصيل قصيرة الأجل متوافقة، مثل البقوليات (الفاصوليا، البازلاء) أو الخضراوات (البصل، الثوم)، أن تُحسّن استخدام الأراضي وتُولّد دخلاً إضافياً. مع ذلك، يُنصح المزارعون بتجنب زراعة المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه أو الأصناف الطويلة التي قد تُنافس أشجار المشمش الصغيرة على العناصر الغذائية الأساسية، وأشعة الشمس، ورطوبة التربة، مما يضمن حصول أشجار الفاكهة الرئيسية على الموارد الكافية لنمو صحي وإنتاجية مُستقبلية.


الري


يُعد الري المُناسب ضرورياً لأشجار المشمش في مراحل نموها المختلفة لضمان نمو صحي، وإنتاج ثمار مثالي، وكفاءة استخدام المياه.


أ) جدولة الري



اولا) النباتات الصغيرة (من سنة إلى ثلاث سنوات)


تحتاج نباتات المشمش الصغيرة (من سنة إلى ثلاث سنوات) إلى ري خفيف ومتكرر كل 7-10 أيام لتعزيز نمو جذورها بشكل صحي. لأن جذورها سطحية، فهي تحتاج إلى رطوبة ثابتة لدعم نموها، ولكن من المهم تجنب التشبع بالمياه، الذي قد يضر بالنباتات.


ثانيًا) الأشجار الناضجة (4 سنوات فأكثر)

تحتاج أشجار المشمش الناضجة (4 سنوات فأكثر) إلى ري عميق كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع خلال مواسم الجفاف لتحفيز نمو جذورها بعمق. من المهم ترك التربة تجف جزئيًا بين مرات الري للوقاية من أمراض الجذور وضمان نمو صحي للأشجار.


ب) مراحل النمو الحرجة التي تتطلب عناية خاصة


تحتاج أشجار المشمش إلى ريّ أساسي في ثلاث مراحل نمو رئيسية: خلال الإزهار وعقد الثمار (الربيع)، يجب الحفاظ على رطوبة التربة ثابتة لمنع الإجهاد المائي، الذي قد يؤدي إلى ضعف التلقيح وتساقط الأزهار وانخفاض عقد الثمار، مع تجنب الري المفرط؛ وفي مرحلة نمو الثمار (الصيف)، يُعد الري الكافي ضروريًا لضمان الحجم الأمثل للثمار وحلاوتها؛ وبعد الحصاد (أواخر الصيف/أوائل الخريف)، يدعم الري المناسب تكوين البراعم لمحصول الموسم التالي، مع منع تساقط الأوراق المبكر والحفاظ على قوة الشجرة بشكل عام.


ج) طرق الري المُوصى بها


للإدارة المثلى للمياه في زراعة المشمش، يُعدّ الري بالتنقيط الطريقة الأكثر كفاءة، إذ يوفر ما بين 30% و40% من المياه مقارنةً بالري بالغمر، وذلك من خلال توصيل الرطوبة المُستهدفة مباشرةً إلى منطقة الجذور، مع تقليل نمو الأعشاب الضارة والتبخر، مما يجعله مناسبًا بشكل خاص للأراضي المنحدرة أو المناطق التي تعاني من ندرة المياه؛ كبديل، يُعدّ الري بالأحواض نهجًا تقليديًا يُناسب البساتين الصغيرة، ولكنه أقل فعالية للأشجار الناضجة. أما أنظمة الرش، ففوائدها محدودة، خاصةً خلال مراحل النمو المبكرة، ولكنها تنطوي على مخاطر متزايدة لنمو الأمراض الفطرية بسبب بلل أوراق الشجر.


د) علامات الري غير السليم


تُظهر أشجار المشمش بوضوح علامات استغاثة عند سوء إدارة الري: إذ يتجلى الإفراط في الري في اصفرار الأوراق، وتعفن الجذور، وانخفاض جودة الثمار، بينما يُؤدي نقص الري إلى ذبول واضح، وتساقط الثمار قبل الأوان، وتوقف النمو بشكل ملحوظ - وكلا الحالتين تُضعفان صحة الأشجار وإنتاجيتها بشكل كبير، مما يتطلب تنظيمًا دقيقًا للمياه لتحقيق الأداء الأمثل للبستان.


هـ) نصائح للحفاظ على المياه


لتحسين كفاءة استخدام المياه في زراعة المشمش، يُنصح باستخدام مواد عضوية كالقش أو الأوراق الجافة للتغطية بالتربة للحفاظ على رطوبة التربة، واعتماد أنظمة تجميع مياه الأمطار لسد احتياجات الري، واستخدام أجهزة استشعار رطوبة التربة لتحديد مواعيد الري بدقة. هذه الاستراتيجيات تُحسّن استخدام المياه مع الحفاظ على صحة الأشجار وإنتاجيتها.





-----------------
--------------------


مشاركة

ليست هناك تعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لــ المكتبة الزراعية الشاملة 2020 ©