4:10 ص
الانتاج النباتي -
كتب الزراعة
كتاب : الدليل الشامل في ملوحة التربة بالتفصيل
عدد صفحات الكتاب : 117 صفحة
لماذا نقيس الملوحة؟
هناك عدة حالات تُشير إلى وجود بعض العلامات المشابهة للتربة المالحة: التشبع بالمياه، والغمر، والأمراض. الطريقة الوحيدة للتأكد مما إذا كانت المشكلة متعلقة بالملوحة هي أخذ القياسات. يُوفر قياس الملوحة معلومات حول مدى ملوحة التربة على أعماق مختلفة، وإذا تم ذلك بمرور الوقت، ما إذا كانت الملوحة تزداد أم لا.
قياسات الملوحة
الملوحة هي مقياس للأملاح الذائبة في التربة أو الماء. الملح هو أي جزيء يتكون من كاتيون، مثل الصوديوم +، والبوتاسيوم +، والكالسيوم 2 +، وأنيون، مثل الكلوريد - والكبريتات 2 -. يُعد كلوريد الصوديوم (NaCl) أكثر أنواع الملح شيوعًا في المياه الجوفية والتربة . معظم الملح في المناطق الزراعية ناتج عن ترسب الأمطار على مدى سنوات عديدة. يمكن تقدير أو قياس الملوحة من خلال:
التوصيل الكهربائي (EC) لمحلول أو خليط من التربة والماء، في الحقل أو المختبر.
التوصيل الكهربائي الظاهري للتربة باستخدام جهاز الحث الكهرومغناطيسي (EM).
التحليل الكيميائي لإجمالي المواد الصلبة الذائبة (TDS) في الماء أو التربة في المختبر لتحديد وقياس تركيزات الأيونات.
ما أهمية ملوحة التربة للنبات؟
لا تنمو النباتات في التربة إلا عندما تكون رطوبتها بين الحد الأعلى للتصريف والحد الأدنى للمحصول: ستكون نفس كمية الملح في منطقة جذور التربة أقل تركيزًا عند الحد الأعلى، وأكثر تركيزًا عند الحد الأدنى. تتعرض النباتات الحولية في الأراضي المالحة لملوحة عالية جدًا مع تبلل التربة أولًا، ثم تنخفض الملوحة مع امتلاء المسامات بالماء وتسربه إلى أسفل، ثم ترتفع الملوحة مع انتهاء الموسم وجفاف التربة. تُخفف النباتات المعمرة الراسخة من هذا التباين من خلال وصولها إلى مياه أعمق، وربما أقل ملوحة، على مدى فترة أطول.
عند قياس مستويات الملح في موقع ما، تُعدّ السنتيمترات السطحية هي الأهم بالنسبة للنباتات الحولية وبذور النباتات المعمرة، بينما تُعدّ ملوحة باطن التربة أكثر أهمية بالنسبة للنباتات المعمرة الراسخة. يجب أن تعكس عينات التربة المُستخدمة للاختبار هذا الاختلاف. تُقلل الملوحة المفرطة في التربة من إنتاجية العديد من المحاصيل. ويتراوح هذا التأثير بين خسارة طفيفة في المحصول وفشل تام، وذلك حسب نوع المحصول وشدة مشكلة الملوحة. لا تتأثر إنتاجية معظم المحاصيل بشكل ملحوظ عندما تتراوح مستويات الملوحة بين 0 و2 ديسي سيمنز/متر. وبشكل عام، يؤثر مستوى يتراوح بين 2 و4 ديسي سيمنز/متر على بعض المحاصيل. وتؤثر مستويات تتراوح بين 4 و5 ديسي سيمنز/متر على العديد من المحاصيل، بينما تؤثر المستويات التي تزيد عن 8 ديسي سيمنز/متر على جميع المحاصيل باستثناء المحاصيل شديدة التحمل .
على الرغم من أن العديد من المعالجات وممارسات الإدارة يمكن أن تُقلل من مستويات الملوحة في التربة، إلا أن هناك بعض الحالات التي يكون فيها من المستحيل أو المكلف للغاية تحقيق مستويات ملوحة منخفضة مرغوبة في التربة. في بعض الحالات، يكون خيار الإدارة الوحيد القابل للتطبيق هو زراعة محاصيل مقاومة للملوحة. لا يمكن زراعة المحاصيل الحساسة، مثل الفاصولياء المنقطة، بشكل مربح في التربة المالحة. يوضح الجدول 3 التحمل النسبي للملوحة في المحاصيل الحقلية والعلفية والخضراوات. يوضح الجدول محتوى الأملاح التقريبي في التربة (مُعبَّرًا عنه بالتوصيل الكهربائي لمستخلص عجينة مشبعة (ECe) بوحدة ديسي سيمنز/متر عند درجة حرارة 25 درجة مئوية) حيث يُتوقع انخفاض المحصول بنسبة 0، 10، 25، و50%. يختلف الانخفاض الفعلي في المحصول باختلاف صنف المحصول والظروف المناخية خلال موسم النمو.
قد تُظهِر محاصيل الفاكهة تباينًا أكبر في المحصول نظرًا لتوفر عدد كبير من الجذور والأصناف. كما أن لمرحلة نمو النبات تأثيرًا على تحمله للملوحة. عادةً ما تكون النباتات أكثر حساسية للملوحة خلال مراحل ظهور الشتلات المبكرة. ويزداد تحملها عادةً مع نمو المحصول. تُطبق قيم تحمل الملوحة فقط من مرحلة الشتلات المتأخرة وحتى النضج، خلال فترة أسرع نمو للنبات. تُصنَّف المحاصيل في كل فئة عادةً حسب تناقص تحملها للملوحة.
---------------
-------------------
ليست هناك تعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.