المكتبة الزراعية الشاملة

المكتبة الزراعية الشاملة مكتبة تزخر بجميع الكتب التي تهتم بالزراعة و البيئة و البيولوجيا و هي فريدة من نوعها كونها الاولى في النت في هذا المجال .

آخر الأخبار

الانتاج النباتي
جاري التحميل ...

كتاب : المرجع الزراعي المفصل في زراعة البطاطا

 


كتاب : المرجع الزراعي المفصل في زراعة البطاطا



تُزرع البطاطس عادةً في الربيع بمجرد أن تصل درجة حرارة التربة إلى ١٠ درجات مئوية (٥٠ درجة فهرنهايت)، وهو معيار لتعزيز الإنبات المتجانس والنمو المبكر القوي. تُزرع درنات البذور بعمق ١٠-١٥ سم، مع ترك مسافة بين الصفوف ٢٠-٣٠ سم و٧٥-٩٠ سم. تضمن هذه المواصفات مساحة كافية لنمو الدرنات وتُبسط العمليات الحقلية. يعتمد توقيت الحصاد على الصنف والظروف المناخية، حيث يصل النضج عادةً إلى ٩٠-١٢٠ يومًا. أما الأصناف المبكرة النضج، والمناسبة للمواسم الأقصر، فقد تكون جاهزة في غضون ٧٠-٩٠ يومًا فقط. وللحصول على أفضل قابلية للتخزين، يُنصح بالحصاد عندما تموت الكروم تمامًا، مما يدل على أن الدرنات قد طورت قشورًا صلبة.


متطلبات التربة وتحضيرها

يجب أن يشمل تحضير التربة الحرث العميق لتخفيف الضغط، وهو أمر بالغ الأهمية لتكوين الدرنات. الصرف ضروري - فظروف التشبع بالمياه تزيد من خطر الإصابة بالأمراض، مما يؤكد على ضرورة إعداد الحقل بشكل صحيح في المناخات الرطبة.
تُعد البطاطس الأنسب للتربة الرملية الطميية جيدة التصريف، والتي يتراوح رقمها الهيدروجيني بين 5.5 و6.5. يمكن أن تؤثر التربة عالية الملوحة سلبًا على جودة الدرنات وإنتاجيتها، مما يجعل الأصناف الحساسة للملوحة أكثر عرضة للإصابة. يؤثر نوع التربة وملمسها بشكل كبير على جودة حصاد البطاطس وإنتاجيتها. تُنتج البطاطس أفضل أداء لها في التربة الرملية الطميية جيدة التصريف، ذات التركيب الرخو والهش الذي يسمح للدرنات بالتمدد بحرية دون قيود مادية.


تشمل تأثيرات نوع التربة على الحصاد ما يلي:
1. الصرف والتهوية: توفر التربة الرملية الطميية تصريفًا وتهوية ممتازين، وهما ضروريان لنمو صحي للجذور والدرنات. أما التربة الطينية الثقيلة سيئة التصريف، فتحبس الماء الزائد، مما قد يؤدي إلى التشبع بالمياه ونقص الأكسجين وزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل تعفن الدرنات. في المقابل، يمكن أن تؤدي التربة الرملية المفرطة ذات القدرة الضعيفة على الاحتفاظ بالماء إلى إجهاد مائي، خاصةً خلال مرحلة نمو الدرنات الحرجة.


2. ضغط التربة: تُقيّد التربة المضغوطة تمدد الدرنات، مما يؤدي غالبًا إلى درنات أصغر حجمًا أو مشوهة. أما التربة الأكثر رخاوةً وبنيةً جيدة، فتُقلّل من الضغط وتُمكّن الدرنات من النمو بشكل متجانس. أما الطبقات المضغوطة، والتي غالبًا ما توجد في التربة الثقيلة، فتُعيق نمو الجذور والدرنات، مما قد يُقلل من المحصول الإجمالي وجودته.


3. جودة الدرنات وشكلها: يؤثر ملمس التربة على جودة وشكل قشرة الدرنة. تميل التربة الطميية الرملية إلى إنتاج درنات ناعمة وذات شكل جيد، بينما تزيد التربة الطينية الثقيلة من احتمالية ظهور درنات مشوهة بسبب المقاومة الميكانيكية. يمكن أن تُقلل الدرنات ذات الأشكال غير المنتظمة من قابلية التسويق، خاصةً للأصناف التي يكون فيها المظهر الخارجي بالغ الأهمية.


4. درجة الحرارة والنضج: تميل التربة الطميية الرملية إلى الارتفاع في درجة الحرارة بسرعة في الربيع، مما يسمح بالزراعة المبكرة ونمو المحصول بشكل أسرع. يمكن أن يؤدي هذا إلى حصاد مبكر، وهو أمر مفيد في المناطق ذات مواسم النمو الأقصر. أما في التربة الباردة والثقيلة، فقد يؤدي تأخير الزراعة إلى تقصير موسم النمو، مما يؤثر على الغلة.


5. سهولة الحصاد: تُسهّل التربة الرملية الطميية عمليات الحصاد وتقلل من خطر التلف الميكانيكي للدرنات أثناء رفعها. من ناحية أخرى، قد تلتصق التربة الطينية الثقيلة بالدرنات، مما يُصعّب فصل التربة عن المحصول أثناء الحصاد. هذا قد يزيد من تكاليف العمالة ويؤدي إلى كدمات الدرنات وتقشيرها، مما يُقلل من جودة التخزين.


الاحتياجات الغذائية والتسميد


تحتاج البطاطس إلى عناصر غذائية محددة، ويختلف احتياجها خلال مراحل نموها. يجب أن تتراوح كمية النيتروجين المضافة بين 150 و200 كجم/هكتار (130-180 رطل/فدان)، مقسمة بين الزراعة وبداية تكوين الدرنات للحفاظ على النمو الخضري دون زيادة في حجم الأوراق. يُضاف الفوسفور (P2O5) عادةً بجرعة 60-80 كجم/هكتار قبل الزراعة لدعم النمو المبكر للجذور، بينما يُضاف البوتاسيوم (K2O)، الضروري لجودة الدرنات ومقاومة الأمراض، بجرعة 150-250 كجم/هكتار. يمكن أن تظهر اختلالات العناصر الغذائية في البطاطس من خلال أعراض مختلفة، يؤثر كل منها على جودة الدرنات وصحة النبات والمحصول الإجمالي. فيما يلي بعض أكثر اختلالات العناصر الغذائية شيوعًا والأعراض المرتبطة بها:



أدوار العناصر الغذائية وأعراض نقصها:

نقص النيتروجين: النيتروجين ضروري لنمو الأوراق والتمثيل الضوئي. يؤدي نقصه عادةً إلى اصفرار الأوراق القديمة (الكلوروز)، وتقزم النمو، وصغر حجم الدرنات. قد تُعاني النباتات من ضعف في السيقان وضعف في القوة العامة. من ناحية أخرى، قد يؤدي النيتروجين الزائد إلى نمو مفرط للأوراق على حساب تكوين الدرنات، مما ينتج عنه درنات أصغر حجمًا ذات محتوى نشا أقل وجودة تخزين رديئة.


نقص الفوسفور: يُعد الفوسفور عنصرًا أساسيًا لنقل الطاقة، ونمو الجذور، والنمو المبكر للنبات. في البطاطس، يمكن أن يُسبب نقص الفوسفور أوراقًا خضراء داكنة أو أرجوانية اللون، خاصةً على الأوراق القديمة. كما يُعد تقزم نمو الجذور وصغر حجم الدرنات من الأعراض الشائعة. يمكن أن يُؤخر انخفاض مستويات الفوسفور النضج، مما يؤدي إلى انخفاض الغلة وصغر حجم الدرنات ذات محتوى نشا أقل.


نقص البوتاسيوم: يلعب البوتاسيوم دورًا رئيسيًا في تنظيم الري، ومقاومة الأمراض، وجودة الدرنات. تشمل أعراض النقص اسمرار حواف الأوراق وتجعدها، المعروف باسم احتراق الأوراق، بالإضافة إلى ضعف السيقان وهشاشتها. يؤثر نقص البوتاسيوم أيضًا على جودة الدرنات، مما يؤدي غالبًا إلى ضعف ملمس القشرة الخارجية، وانخفاض محتوى النشا، وزيادة قابلية الإصابة بالكدمات وتعفن التخزين.


نقص الكالسيوم: يُعد الكالسيوم ضروريًا لاستقرار جدار الخلية وجودة قشرة الدرنة. يمكن أن يُسبب نقصه مشاكل مثل بقع الصدأ الداخلية (بقع بنية صغيرة داخل الدرنة) وضعف قشرة الدرنة المعرضة للتشقق والأمراض. في الحالات الشديدة، قد يؤدي نقص الكالسيوم أيضًا إلى زيادة حدوث اضطرابات مثل القلب المجوف، وخاصةً في الأصناف المعرضة لهذه الحالة.



تحليل الأنسجة والتوقيت

يسمح تحليل أنسجة الأوراق بعد 30-40 يومًا من الزراعة بإجراء تعديلات موسمية على استخدامات المغذيات. تتراوح المستويات المثلى للأنسجة بين 4.5% و5.5% للنيتروجين، و0.3% و0.5% للفوسفور، و6% و8% للبوتاسيوم. تُرشد هذه المعايير إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية لمعالجة أي نقص قد يُحد من جودة المحصول أو إنتاجيته.
يوفر تحليل النسغ في البطاطس بيانات آنية عن العناصر الغذائية المتحركة، مثل النيتروجين والبوتاسيوم، حيث تتراوح المستويات المثلى للنسغ أثناء تكثيف الدرنات عادةً بين 1500 و2500 جزء في المليون من النيتروجين و4000 و6000 جزء في المليون من البوتاسيوم. ورغم فائدته في إجراء تعديلات دقيقة في الأنظمة عالية المدخلات، إلا أنه يُكمّل عادةً تحليل الأنسجة التقليدي.


استراتيجية الري

تُعد إدارة المياه أمرًا بالغ الأهمية في إنتاج البطاطس، وخاصةً خلال مرحلة نضج الدرنات. تحتاج البطاطس إلى كميات كبيرة من المياه، حيث تتفاوت قيم معامل المحصول (Kc) باختلاف مراحل النمو:

  1. المرحلة الأولية (0-30 يومًا): تتراوح قيم معامل المحصول (Kc) بين 0.4 و0.5.
  2. نمو الدرنات (30-60 يومًا): ترتفع قيم معامل المحصول (Kc) إلى 0.8-1.0.
  3. النضج في منتصف الموسم (60-90 يومًا): تبلغ ذروة معامل المحصول (Kc) بين 1.0 و1.2.
  4. نهاية الموسم (90-120 يومًا): تنخفض قيم معامل المحصول (Kc) إلى 0.6-0.8 مع نضج المحصول.
  5. يضمن الري المنتظم، عادةً كل 5-10 أيام، عدم تأثير الإجهاد المائي على المحصول. يُعدّ ثبات الرطوبة، وخاصةً خلال نضج الدرنات، أمرًا بالغ الأهمية؛ إذ قد يؤدي عدم انتظام إمداد الدرنات بالمياه إلى تشوهات في الدرنات وانخفاض جودتها التسويقية.



مكافحة الآفات والأمراض

تُعد البطاطس عرضة للعديد من الآفات والأمراض، مما يتطلب مراقبة دقيقة وتدابير مكافحة متكاملة. تُشكل خنفساء البطاطس كولورادو (Leptinotarsa decemlineata) تهديدًا كبيرًا، ويُعدّ تناوب استخدام المبيدات الحشرية أمرًا بالغ الأهمية لإدارة مقاومتها. كما تتطلب عثة درنات البطاطس (Phthorimaea operculella) عناية خاصة، إذ يُمكن أن تُلحق يرقاتها الضرر بالأوراق والدرنات، مما يُؤدي إلى خسائر فادحة في الحقل والتخزين. تُعتبر حشرات المنّ مُكافحةً لدورها في نقل الفيروسات، مما قد يُؤثر سلبًا على صحة وجودة المحاصيل.


من بين الأمراض، تُعتبر اللفحة المتأخرة (Phytophthora infestans) واللفحة المبكرة (Alternaria solani) مُضرتين بشكل خاص في المناخات الرطبة. غالبًا ما يكون استخدام مبيدات الفطريات بانتظام، استنادًا إلى نماذج التنبؤ بالأمراض، ضروريًا لمكافحة هذه المُسببات المرضية بفعالية. بالنسبة للأمراض التي تنتقل عن طريق التربة، مثل الجرب الشائع (Streptomyces spp.)، يُمكن أن يُخفف ضبط درجة حموضة التربة إلى أقل من 5.5 من مخاطر الإصابة بشكل كبير.


القشرة السوداء (Rhizoctonia solani) هي مُمْرِضٌ آخر ينتقل عبر التربة، وقد يؤثر على جودة الدرنات وقوة النبات. ويمكن أن يُساعد اعتماد بذور مُعتمدة، وتناوب المحاصيل، وظروف التربة المُناسبة في الحد من تأثيرها. كما يُقلل تطبيق تناوب المحاصيل المُناسب وممارسات النظافة الحقلية من حدوث ذبول الفرتيسيليوم (Verticillium dahliae)، وهو مرض يُسبب الاصفرار والذبول، خاصةً في الحقول التي سبق أن سجّلت فيها إصابات.




-----------------
-----------------------


عن الكاتب

مكتبة العلوم اللغوية الشاملة PDF

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

المكتبة الزراعية الشاملة