كتاب : علم نفس الحيوان
عدد صفحات الكتاب : 454 صفحة
تُعدّ دراسة سلوك الحيوان ركنًا أساسيًا في علم النفس لأسباب عديدة. يُسلّط علم السلوك، أو دراسة الحيوانات في بيئاتها الطبيعية، الضوء على كيفية تفاعل الحيوانات مع بعضها البعض ومع بيئاتها، وأسباب سلوكها. ومن خلال دراسة سلوك الحيوان، يُمكن للبشر أيضًا معرفة المزيد عن سلوكهم الخاص - وهو مجال يُعرف بعلم النفس المقارن.
يتفق العديد من الباحثين الذين يدرسون الإدراك الحيواني على أن الحيوانات "تفكر"، أي أنها تُدرك بيئتها وتتفاعل معها، وتتفاعل مع بعضها البعض، وتختبر مشاعر مختلفة، مثل التوتر أو الخوف. إلا أن مسألة وعيها، سواءً أكان بنفس طريقة وعي البشر، قد ثار حولها جدل واسع في كلٍّ من علم السلوك الحيواني وعلم النفس.
تستطيع الحيوانات التعبير عن مشاعرها فيما بينها، لكن هذا لا يُعدّ لغة. فاللغة تبادل للمعلومات باستخدام رموز غير ثابتة (الكلام). تُصدر الحيوانات إشارات فطرية لتحذير الحيوانات الأخرى أو التلاعب بها (مثل صراخ النسر عند مواجهته للحيوانات المفترسة). ولا يمكنها تنويع هذه الأصوات لخلق إشارات جديدة عشوائية وغنية المحتوى، كما يفعل البشر.
تُعدّ أبحاث سلوك الحيوان ذات أهمية خاصة لدراسة السلوك البشري فيما يتعلق بالحفاظ على الأنواع، أو كيف يُساعد سلوك الحيوان على البقاء. يُمكن دراسة سلوك الحيوانات في المواقف العصيبة أو العدوانية للمساعدة في إيجاد حلول للبشر في ظروف مماثلة؛ كما قد يُوفر فهمًا أعمق للتعامل مع الاكتئاب والقلق أو اضطرابات الصحة النفسية المماثلة.
يمكن أن يكون العلاج بمساعدة الحيوانات، حيث تُساعد الكلاب والخيول وغيرها من الحيوانات الأليفة في تسهيل أشكال مختلفة من العلاج، مفيدًا للأفراد المعزولين اجتماعيًا، أو المُصابين باضطراب طيف التوحد، أو الذين يُعانون من اضطراب المزاج أو اضطراب ما بعد الصدمة. وقد وُجد أن التفاعل مع الحيوانات يزيد من مستويات هرمون الأوكسيتوسين لدى البشر، وهو هرمون يُعزز الترابط الاجتماعي. كما يهتم علماء سلوك الحيوان بالطرق التي قد تستفيد بها الحيوانات نفسها من علاقاتها مع البشر.
ما الذي يُسبب سلوك الحيوان؟
سلوك الحيوان هو نتيجة للبيولوجيا والبيئة. تُحفز التغيرات السلوكية مُنبهات داخلية أو خارجية، مثل ظهور تهديد قريب. تُحفّز الرغبات الفطرية للبقاء والتكاثر استجابات الحيوانات. وبينما يختلف سلوك الحيوان اختلافًا كبيرًا باختلاف الفرد، فإن بعض السمات السلوكية، مثل البحث عن الاهتمام ومطاردة الفريسة، موروثة وراثيًا.
----------------
-----------------------