3:57 ص
الانتاج النباتي
كتاب : أساسيات انتاج المحاصيل الحقلية في المناطق الجافة
تأليف : استاذ دكتور يسن محمد ابراهيم دقش
كلية الدراسات الزراعية - الطبعة الاولى 2010
نظرا لآهمية المحاصيل الحقلية في حياة الانسان فكان لزاما التعرض للمبادئ الاساسية التي تنظم انتاجها بالصورة المثلى ابتداءا من اعداد البذور و اختباراتها و التحضير الامثل للارض و زراعاتها و مرورا بكل العمليات الاساسية التي تتم قبل الزراعة و خلالها من ري و تسميد و بعدها من نظافة و تنظيم و وقاية و انتهاءا بالحصاد و لتخزين
تتميز المناطق القاحلة وشبه القاحلة بظروف بيئية معادية تشمل انخفاض هطول الأمطار وعدم انتظامه ، وسرعة الرياح العالية ، والإشعاع الشمسي الشديد ، والتبخر المرتفع المحتمل خلال معظم أجزاء العام . تغطي الأراضي القاحلة حوالي 41 بالمائة من سطح الأرض وهي موطن لأكثر من ثلث جميع البشر في العالم .
من المرجح أن تتسبب الأوضاع في المناطق المدارية الجافة وشبه القاحلة في زيادة المخاطر ونقاط الضعف بسبب تغير المناخ . الأسباب الرئيسية لوجود هذه المناخات هي التردد المنخفض لارتفاع ثابت الحرارة لأجسام كبيرة من الهواء والبعد عن مصدر رطوبة محيطي . تواجه الزراعة في هذه المناطق تحديات متعددة ومعقدة من حيث انخفاض إنتاجية العوامل وتدهور الموارد الطبيعية . بسبب العديد من العوامل الطبيعية والبشرية التي تؤثر على الإنتاج الزراعي ، فإن العديد من المناطق القاحلة وشبه القاحلة تعاني من انعدام الأمن الغذائي . في مثل هذه المناطق ، يكون إنتاج الإمدادات الكافية والمتجددة من الغذاء والأعلاف والحطب محدودًا للغاية بسبب ندرة المياه . غالبًا ما يؤدي التساقط المحدود وغير المنتظم إلى انخفاض غلات المحاصيل وفي بعض الأحيان إلى فشل كامل في المحاصيل .
تعتبر قضية تدهور التربة من أهم العوامل التي تهدد إنتاج المحاصيل وبالتالي تنعكس على الأمن الغذائي خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة . تواجه العديد من البلدان الواقعة في الأراضي القاحلة وشبه القاحلة في أفريقيا جنوب الصحراء تحديات تتمثل في تدهور الأراضي وانخفاض إنتاجية المياه وتقلب هطول الأمطار الذي غالبًا ما يرتبط بتغير المناخ . يعد تدهور الأراضي سببًا رئيسيًا للفقر في المناطق الريفية مناطق البلدان النامية . يعتمد التخفيف من آثار تدهور الأراضي على فهم السبب الطبيعي للتدهور . على سبيل المثال ، أدت الزراعة على نطاق واسع في الأراضي الزراعية شديدة الانحدار إلى التعرض بشدة للتعرية المائية في مواسم الأمطار مما أدى إلى انخفاض إنتاجية التربة . يعتبر تدهور الأراضي وتقلب هطول الأمطار من المشاكل الشديدة التي تؤثر على هذه الأراضي الزراعية ، لذا فإن إصلاح المناظر الطبيعية المختلفة والحفاظ على التربة والمياه هي ممارسات أساسية لهذه المنطقة .
من ناحية أخرى ، يعد تآكل الرياح مشكلة رئيسية تتعلق بتدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة حيث تكون الترسبات غير المنتظمة وغير الكافية ، وسرعات الرياح العالية ، والتضاريس السطحية الملساء ، وقوام التربة الخفيف ، والتجمع الضعيف ، وسوء الغطاء النباتي أمرًا شائعًا . تخلق تعرية الرياح وانبعاثات الغبار الناتجة مخاطر كبيرة على تدهور الأراضي وصحة النظام الإيكولوجي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة . الحد الأدنى من الحرث وتناوب المحاصيل لهما تأثيرات كبيرة على حماية سطح التربة من التعرية بفعل الرياح . لذا فإن الحفاظ على التربة مناسبًا بحيث يتم دمج الجوانب الفيزيائية الحيوية والبارامترات الاجتماعية والاقتصادية أمر ضروري في النظم الإيكولوجية للأراضي الجافة
ليس فقط الحفاظ على التربة والمياه كافياً للتعامل مع الظروف القاسية في الإنتاج الزراعي للأراضي القاحلة وشبه القاحلة ولكن أيضًا الممارسات الزراعية الأخرى واعتماد تقنيات الإنتاج الزراعي المختلفة تساهم بأدوار مهمة. تغيير الأنماط المحصولية والري وتربية الماشية كزراعة مختلطة واستراتيجيات التكيف القائمة على الحراجة الزراعية هي وسائل أخرى لمصادر الدخل لسبل عيش الأسر في المناطق القاحلة وشبه القاحلة .
وبالتالي ، من أجل تلبية الاحتياجات المتنوعة من المنتجات الزراعية لعدد متزايد من السكان ، من الضروري إيجاد أو تطوير تقنيات مناسبة للزراعة في كل منطقة من مناطق العالم. على وجه الخصوص ، في المناطق القاحلة وشبه القاحلة ، حيث تحدث مخاطر طبيعية بشكل متكرر ، هناك حاجة إلى أنظمة زراعية أكثر قابلية للحياة لإنتاج الغذاء يمكن أن يتقنها السكان المحليون. لهذا السبب ، فإن الزراعة في المناطق القاحلة هي موضوع الكثير من الأبحاث بسبب الاهتمام المتزايد بالمشاكل الزراعية في البلدان النامية ، والتي يقع العديد منها في المناطق القاحلة وشبه القاحلة من العالم.
-----------------
-----------------------------
ليست هناك تعليقات: