كتاب : جدوى مشروع زراعة اللوز و الفستق الحلبي في 350 سؤال و جواب بالتفصيل
اللوز (Prunus dulcis) من المكسرات الشجرية الغنية بالعناصر الغذائية، ويُشتهر ببذوره الصالحة للأكل، والتي تُؤكل نيئة أو محمصة، أو تُصنع منها منتجات مثل حليب اللوز وزيته ودقيقه. موطنه الأصلي الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وينمو بشكل أفضل في المناطق الدافئة والجافة ذات التربة جيدة التصريف. يُعدّ اللوز غنيًا بالدهون الصحية والبروتين والألياف والعناصر الغذائية الأساسية، وخاصة فيتامين هـ والمغنيسيوم، مما يجعله يُقدم فوائد صحية عديدة، منها دعم صحة القلب، والمساعدة في التحكم بالوزن، وتعزيز الصحة العامة. إضافةً إلى قيمته الغذائية، يُعتبر اللوز محصولًا نقديًا مربحًا يشهد طلبًا قويًا في الأسواق العالمية.
تجهيز الأرض
يبدأ تجهيز الأرض بإزالة النباتات والصخور والحطام وجذوع الأشجار القديمة، ثم تسوية السطح - ويفضل استخدام التسوية بالليزر - لضمان كفاءة الري واستخدام الآلات الزراعية. يُعدّ حرث الأرض بعمق يتراوح بين 60 و90 سم باستخدام محراث تحت التربة أو محراث إزميلي أمرًا ضروريًا لتفتيت التربة الصلبة وتعزيز نمو الجذور بعمق، وبعد ذلك، يساعد استخدام مشط القرص على تفتيت الكتل الترابية وخلط المواد العضوية وتنعيم التربة. أخيرًا، يتم تحديد أحواض الزراعة أو مدّ خطوط الري بالتنقيط وفقًا للمسافات المخطط لها لضمان نمو المحصول على النحو الأمثل.
نوع التربة
ينمو اللوز بشكل أفضل في التربة الطينية العميقة جيدة التصريف، مثل التربة الرملية الطينية أو الطينية أو الطينية الرملية، حيث يُعدّ التصريف الجيد أمرًا بالغ الأهمية للوقاية من أمراض تعفن الجذور مثل فطر الفيتوفثورا الذي يصيب التربة المشبعة بالماء. ينبغي تجنب التربة الطينية الثقيلة أو سيئة التصريف، بينما يُعدّ الرقم الهيدروجيني الأمثل للتربة بين 6.0 و7.5 لامتصاص العناصر الغذائية، مع العلم أن المحصول يتحمل نطاقًا أوسع يتراوح بين 5.5 و8.5، ويُنصح بإضافة الجير للتربة الحمضية. إضافةً إلى ذلك، يُعدّ عمق التربة غير المقيد الذي يتراوح بين 5 و6 أقدام ضروريًا لدعم نظام الجذور الواسع للمحصول وإنتاجيته على المدى الطويل.
المتطلبات المناخية
المناخ الأمثل
البيئة المثالية: تنمو أشجار اللوز بشكل أفضل في بيئة البحر الأبيض المتوسط ذات الفصول الواضحة. فهي تحتاج إلى صيف طويل حار وجاف، وشتاء بارد ورطب بما يكفي لتعزيز إنتاج الثمار ونموها الجيد.
متطلبات البرودة
تحتاج أشجار اللوز إلى التعرض لدرجات حرارة شتوية منخفضة للغاية لكسر طور السكون وضمان الإزهار ونمو البراعم بشكل سليم. تحديدًا، يجب أن تقضي ما بين 200 و700 ساعة تحت درجة حرارة 7 درجات مئوية (45 درجة فهرنهايت)؛ وتختلف هذه المدة باختلاف الصنف المزروع.
حساسية الصقيع
تكون أشجار اللوز شديدة الحساسية لأضرار الصقيع خلال فترة إزهارها الحرجة في شهري فبراير ومارس، حيث يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المنخفضة التي تقل عن -0.5 درجة مئوية (31 درجة فهرنهايت) إلى إلحاق ضرر بالغ بالأزهار وقتل الثمار الصغيرة النامية، مما يجعل اختيار مواقع خالية من الصقيع أمرًا بالغ الأهمية.
متطلبات حرارة الصيف
تُعد درجات الحرارة المرتفعة في الصيف ضرورية لنمو الثمار ونضجها بشكل صحي، لأنها تدعم العمليات الفسيولوجية اللازمة لتصلب القشرة، وامتلاء اللب، وتكوين الثمار ذات الجودة العالية. يُفضل أن تبقى درجات الحرارة ثابتة طوال موسم النمو بين 25 و35 درجة مئوية (77 و95 درجة فهرنهايت). يُعزز هذا النطاق من الحرارة النشاط الأيضي الأمثل، ويُحسّن امتصاص العناصر الغذائية، ويُقلل من خطر عدم اكتمال النضج أو تأخره. إضافةً إلى زيادة الإنتاج المُحتمل، تضمن الحرارة المُستمرة خلال هذه الفترة نضجًا مُتجانسًا وجودة أعلى لللوز في السوق.
احتياجات الأمطار
يُعتبر اللوز مُتحملاً للجفاف نسبيًا، حيث يحتاج عمومًا إلى كميات أمطار سنوية منخفضة إلى مُعتدلة تتراوح بين 500 و750 ملم؛ ومن الأهمية بمكان أن تكون الظروف الجوية الجافة خلال موسم الحصاد في أغسطس وسبتمبر ضرورية لمنع تعفن اللوز وتسهيل عملية الهز الميكانيكي.
التكاثر
يُتكاثر اللوز بشكل أساسي عن طريق التطعيم أو الترقيد على أصول مناسبة، مما يضمن نموًا متجانسًا، وإثمارًا مبكرًا، وجودة عالية للثمار. تشمل الأصول الشائعة الخوخ، والبرقوق، أو أصنافًا هجينة مختارة لقدرتها على التكيف مع أنواع التربة المختلفة، ومقاومتها للأمراض، وتحملها للظروف المناخية. على الرغم من إمكانية زراعة اللوز من البذور، إلا أن هذه الطريقة نادرًا ما تُستخدم تجاريًا نظرًا لتنوعها الوراثي الكبير وتأخرها في الإثمار. يُجرى التطعيم عادةً في أواخر الشتاء أو أوائل الربيع، عندما يكون الأصل في طور النمو النشط، لضمان التحام سريع وناجح.
معدل الشتلات للفدان
يمكن أن يستوعب فدان واحد من مزارع اللوز حوالي 112 شتلة، بناءً على ممارسات التباعد القياسية التي تسمح بدخول ضوء الشمس الكافي، وتهوية جيدة، ومساحة كافية لنمو المجموع الخضري.
الزراعة
موسم الزراعة
يُعدّ شهرا فبراير ومارس الوقت الأمثل لزراعة بساتين اللوز، مع الحرص على عدم تشبّع التربة بالماء أو تجمّدها لتعزيز نمو الجذور بشكل صحي. مع ذلك، توفر الأشجار المزروعة في حاويات مرونةً للزراعة على مدار العام شريطة تطبيق نظام ري دقيق. في الوقت نفسه، يتبع تصميم البستان عادةً نسبة تلقيح تتضمن ثلاثة صفوف من الصنف الرئيسي بالتناوب مع صف واحد من الصنف المُلقِّح لضمان التلقيح الخلطي الفعال وزيادة إنتاج الثمار في جميع أنحاء البستان.
المسافة بين الأشجار
تختلف المسافة بين أشجار بساتين اللوز الحديثة اختلافًا كبيرًا بناءً على نظام الزراعة، حيث تتبع التصاميم التقليدية عادةً مسافة 6 أمتار بين الصفوف و6 أمتار بين الأشجار داخل الصف الواحد. ومع ذلك، يتم اعتماد أنظمة ذات كثافة أعلى بشكل متزايد لزيادة استغلال الأرض وتحقيق أقصى إنتاجية؛ إذ تستخدم البساتين متوسطة الكثافة مسافة أقرب تبلغ 4 أمتار × 4 أمتار، بينما تستخدم أنظمة الزراعة عالية الكثافة مسافة أقرب تبلغ 3.5 متر × 3.5 متر بين الأشجار. يُتيح هذا التوجه نحو زراعة أكثر كثافةً زيادة عدد الأشجار في الهكتار الواحد، وإنتاجًا مبكرًا، وكفاءةً إجماليةً أعلى، مع أنه يتطلب ممارسات إدارة أكثر كثافة.
تحضير الحفر
يجب تحضير حفر زراعة اللوز قبل الزراعة بفترة كافية، يُفضل قبل شهر تقريبًا، وذلك بحفر حفر بأبعاد 1 متر × 1 متر × 1 متر. تُخلط التربة المحفورة جيدًا مع 15-20 كيلوغرامًا من السماد العضوي المتحلل جيدًا أو الكمبوست، وكيلوغرام واحد من السوبر فوسفات الأحادي (SSP)، ومحسنات التربة الموصى بها مثل الجبس للتربة القلوية، و50 غرامًا من فطر التريكوديرما فيريداي. بعد الخلط، تُملأ الحفر مرة أخرى وتُترك التربة لتستقر جيدًا قبل الزراعة.
طريقة الزراعة
لزراعة اللوز، تُوضع الشتلة في منتصف الحفرة المُجهزة، مع التأكد من أن منطقة التطعيم تبقى على بُعد 5-10 سم فوق سطح التربة لمنع تجذير الطعم ونمو الفروع الجانبية للأصل. املأ الحفرة برفق بالتربة الأصلية، واضغطها قليلاً لإزالة الفراغات الهوائية، ثم ابنِ حوضًا صغيرًا حول الشجرة لحفظ الماء. وأخيرًا، اسقِ الشتلة جيدًا فور زراعتها لتعزيز نمو الجذور.
-----------------
------------------------
