2:09 ص
الانتاج النباتي -
كتب الزراعة
كتاب : المرجع الاساسي المبسط في التسميد الكيماوي
كان استخدام الأسمدة الكيماوية شائعًا جدًا لفترة طويلة. في الواقع، ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، لما كان أكثر من 40% من سكان اليوم موجودين لولا استخدام هذه الأسمدة. على سبيل المثال، يعود سبب المجاعة والانخفاض السكاني الذي عانت منه كوريا الشمالية في القرن العشرين إلى توقف جارها وحليفها، الاتحاد السوفيتي، عن توفير أي نوع من الأسمدة. كما نرى، الأسمدة ضرورية للغاية، خاصةً مع تعدادنا السكاني الكبير اليوم، حيث لا نستطيع توفيرها بأي وسيلة أخرى. لذلك، تُعدّ الأسمدة الكيماوية، المستخدمة في الزراعة المكثفة، الأكثر شيوعًا. ولكن من المهم أن نضع في اعتبارنا أن سوء استخدام هذا النوع من الأسمدة، أو الإفراط في استخدامه، يمكن أن يُسبب مشاكل خطيرة على المدى الطويل.
ما هي الأسمدة الكيماوية؟
هي تلك المركبات المُصنّعة صناعيًا من المعادن والغازات، والتي يتم إنتاجها من خلال عملية كيميائية، كما يشير اسمها. من ناحية أخرى، هناك أسمدة بسيطة، تحتوي على عنصر غذائي واحد، مثل النيتروجين أو البوتاسيوم أو الفوسفور. تُستخدم هذه الأسمدة عند الحاجة إلى إضافة عنصر غذائي واحد فقط أو عند الحاجة إلى تركيز أعلى من عنصر آخر. من ناحية أخرى، توجد أسمدة مركبة، تتكون من عدة عناصر غذائية رئيسية أو جميعها، مثل أسمدة NPK. تُستخدم هذه الأسمدة للحصول على أفضل إنتاجية أو لتحسين جودة التربة.
مزايا الأسمدة الكيميائية
يعود استخدام الأسمدة الكيميائية إلى مزاياها المتعددة، وهي:
- حل سريع للمشاكل: نظرًا لفعاليتها على المدى القصير، يُعد هذا النوع من الأسمدة مفيدًا جدًا في الحالات الحرجة، عندما لا يبدو أن النباتات تنمو بشكل صحيح أو عند وجود نقص في الغذاء بسبب تآكل المحاصيل.
- تعديل التربة: سواء كانت حموضة التربة عالية جدًا أو منخفضة جدًا، يمكن تعديلها بالمواد الكيميائية لتحقيق أقصى استفادة منها.
- زيادة الإنتاجية: الهدف من استخدام هذه المواد الكيميائية هو الحصول على غذاء أكثر وأفضل وأوسع. مع حقن النيتروجين أو البوتاسيوم مباشرة في التربة، يمكنك الحصول على أفضل الخضراوات.
- انخفاض التكاليف: بالمقارنة مع الخيارات الطبيعية الأخرى المتاحة، مثل الأسمدة العضوية أو الحيوية، فإن الأسمدة الكيماوية لها تكاليف أقل، ولكن فقط عند استخدام تلك التي تحتوي على عنصر غذائي رئيسي واحد (الأسمدة المركبة أكثر تكلفة).
عيوب الأسمدة الكيماوية
يُعزى سوء استخدامها بشكل رئيسي إلى الإفراط في استخدامها. ومن عواقب الإفراط في استخدام المواد الكيميائية ما يلي:
- ارتفاع مستوى الحموضة: كلما زاد استخدامها، زادت حموضة التربة المزروعة فيها، مما يمنعنا من الزراعة فيها مرة أخرى، أو على الأقل لفترة طويلة.
- تلوث المياه: وخاصة المياه الجوفية، لأنه في حال استخدام كميات كبيرة من المواد الكيميائية، فإنها قد تمر عبر الجذور وتصل إلى المياه الجوفية، مما يضر بصحتنا وبالإنتاج الزراعي المستقبلي.
- فرط النمو: تُسبب المواد الكيميائية نموًا هائلاً في المزارع، وإذا لم نكن حذرين، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة كبيرة في المحاصيل، مما يضر بالنباتات نظرًا لضعف قدرتها على التحمل. يجب تجنب التحميل الزائد للأنسجة والجذور.
- تسارع تغير المناخ: يتأثر كوكبنا سلبًا بسبب انبعاثات أكسيد النيتروز. ويمكن أن تحدث ظواهر بيئية مثل المطر الحمضي، الناتج عن مزيج ثاني أكسيد النيتروجين (من الأسمدة الكيميائية) وأشعة الشمس.
- حرق النباتات: إذا أفرطنا في استخدام الأسمدة، فبدلاً من زيادة الإنتاجية، سنتسبب في عكس ذلك، مما يؤدي إلى حرق النبات وخسارة المحصول.
- الإضرار بالكائنات الحية: قد يُصاب كل من البشر والحيوانات بأمراض جلدية أو رئوية إذا تعرضنا للمواد الكيميائية، وإذا استهلكنا مياهًا ملوثة بالنترات، فقد نُصاب بمتلازمة الميتهيموغلوبينية.
الحلول
يعيش على كوكبنا حاليًا أكثر من 8 مليارات نسمة، ولضمان بقائنا، يُعدّ استخدام الأسمدة ضروريًا كعامل مساعد إضافي في إمداداتنا الغذائية. ومع ذلك، وكما أوضحنا، فإن الإفراط في استخدام الأسمدة الكيماوية قد يُشكّل مشكلة على المدى الطويل. لذلك، وللاستخدام الأمثل لهذه الأسمدة، يُنصح بتكميلها، بل وفي بعض الحالات استبدالها كليًا بأسمدة عضوية أو حيوية.
----------------
-------------------
ليست هناك تعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.