كتاب : المرجع الشامل في : إنتاج الشعير المستنبت في نظم الزراعة المائية المغلقة
تُتيح أنظمة الزراعة بدون تربة إمكانية زراعة المحاصيل في مواسمها، وكفاءة استخدام المياه، وتحكمًا أكبر في جودة المحاصيل، مما يزيد من جاذبيتها لمجموعة من تطبيقات إنتاج المحاصيل. ورغم وجود العديد من الاختلافات حول هذا الموضوع في الأدبيات الشائعة (مثل الزراعة الهوائية، والزراعة الضبابية، والزراعة المائية، والزراعة الجافة، إلخ)، إلا أن جميع الأنظمة تتبع المبدأ نفسه. تنمو النباتات، بدون تربة، في نظام تدوير يوفر الماء، وربما محلولًا مغذيًا، مباشرة إلى منطقة الجذر. في أنظمة الأعلاف، غالبًا ما يكون ذلك بسيطًا كترطيب صينية من بذور الحبوب (مثل الشعير والذرة)، والتي يمكن إطعامها للماشية عند إنباتها. تشرح هذه المقالة هذه الأنظمة، وفوائدها، وتحدياتها، وتقدم إرشادات لكل من يفكر في نظام إنتاج أعلاف مائي.
هناك اتجاه متزايد نحو زراعة الأعلاف محليًا، في ظل ارتفاع أسعار الجملة، والذي يُعزى إلى أنماط الطقس غير المتوقعة بشكل متزايد في ضوء تغير المناخ. ارتفعت أسعار التبن، والتبن المخمر، والسيلاج، بالإضافة إلى السكر وبنجر العلف في صيف عام 2018 بمعدل 15% لتصل إلى مستويات قياسية. وفي عام 2018، تفاقم هذا الوضع بسبب "الوحش القادم من الشرق"، الذي أدى إلى بقاء الماشية في المنازل لفترات أطول، وزيادة الطلب على الأعلاف. ورغم أن كل عام يختلف عن الآخر، إلا أن أنماط الطقس الأكثر تطرفًا وتقلبًا في المملكة المتحدة قد استقرت. وتحفز هذه العوامل مجتمعةً البحث عن بدائل مستقرة وموثوقة ومنخفضة التكلفة لإمدادات الأعلاف التقليدية، وقد أدى ذلك، على مدار المئة عام الماضية، إلى ظهور سوق تجارية (مؤقتة نوعًا ما) لأنظمة الأعلاف المائية.
تتضمن العملية الأساسية نقع حبوب (غالبًا الشعير) مسبقًا لتحفيز الإنبات، ثم وضعها في صواني للإنبات. تُروى الصواني بعد ذلك أو تُسمّد بشكل دوري. تشمل التطورات في هذه العملية استخدام تقنية الغشاء المغذي، حيث تنمو الجذور لتشكل غشاءً رقيقًا من الماء الغني بالمغذيات. غالبًا ما تحتاج الحبوب إلى النقع في محلول معقم لمنع ظهور العفن أثناء إنباتها، والذي قد يكون ضارًا بالحيوانات. يمكن إجراء هذه العملية في ما يسمى بالمزارع العمودية - وهي عبارة عن رفوف من الصواني موضوعة داخل مستودع/مبنى مزرعة، مما يقلل من المساحة الأرضية اللازمة للإنتاج (الشكل 1). يمكن العثور على العديد من الأمثلة الجاهزة لهذه الأنظمة. يجب أن تكون البذور نظيفة وعالية الجودة، كما أن معايير النظافة العالية ضرورية. يمكن حصاد البراعم عمومًا في غضون 5-7 أيام في ظل ظروف جيدة.
تشير تقارير مختلفة إلى أن هذه الأنظمة تتطلب من ساعتين إلى ثلاث ساعات من العمل يوميًا للحفاظ عليها. تُفيد شركات الأعلاف المائية التجارية بأن إحدى أهم مزاياها هي إمكانية تحويل كيلوغرام واحد من الحبوب إلى 6-9 كيلوغرام من البراعم، مشيرةً إلى أن هذا يُضاعف الفائدة على التكلفة. ومع ذلك، فإن غالبية الزيادة في الوزن هي ماء، وهناك عبء مناولة يدوي متزايد لتحريك البراعم المحملة بالماء. تتمتع الحبوب بإمكانيات محدودة بدون الوصول إلى الضوء، وبالتالي التمثيل الضوئي. ولمضاعفة محتواها من المغذيات الكبرى، يجب أن تكون قادرة على إنتاج السكريات وبناء أنسجة جديدة، وكل ذلك لا يمكن تحقيقه في الظلام، في الأسبوع الأول من الحياة.
في الواقع، تفقد الحبوب نسبة مئوية من وزنها الجاف لأنها تمتص الماء، وتعاني من خسائر أخرى بسبب الطاقة التي تحتاجها للإنبات. في مثال عملي لإنتاجية المادة الجافة الفعلية. إذا أنتج كيلوغرام واحد من الحبوب 8 كيلوغرامات من البراعم، حيث تبلغ نسبة المادة الجافة للحبوب 90% ونسبة المادة الجافة للبراعم 10%، فإن محصول المادة الجافة ينخفض فعليًا من 0.9 كيلوغرام/كغ إلى 0.8 كيلوغرام/كغ. في التجارب، يختلف محتوى المادة الجافة الفعلي للبراعم بشكل كبير (6-16%)، مما يعني أن زيادة الوزن بمقدار 8 أضعاف، بحد أدنى 12% من المادة الجافة للبراعم، ضرورية لتحقيق زيادة متواضعة في محصول المادة الجافة بنسبة 6% (قبل احتساب الخسائر الناتجة عن عدم اكتمال الإنبات، والتي تُقدر بحوالي 80%).
----------------
---------------------